نجيب ساويرس أحد رجال الأعمال المصريين الفسدة الذين يتحركون في الخفاء دون أن يحاسبه أحد،التوزونات والمصالح مع السلطات والحكومات الفاسدة هي من تحركه بأجندة ذات ملامح خارجية أساسها عنصريته المفرطة ضد الإسلام والمسلمين.بدأ نجيب ساويرس التخطيط لتصفية أعماله استعدادًا للاستقرار خارج مصر وتوسع فى شراء مؤسسات أجنبية نجيب يمثل «رأس المال الجبان» الذى يعمل فى الخفاء ويدمن الظلام ويخشى فضح ألاعيبه السياسية كانت ليليان داود تجلس أمام نجيب ساويرس تجرى معه حوارًا لبرنامجها «الصورة الكاملة»... قالت له: ألا تخاف من....، إلا أن نجيب قاطعها على الفور قائلًا لها: أنا مبخفش من حاجة، فأعادت ليليان الجالسة أمام صاحب المحل الفضائى الذى تعمل فيه صيغة سؤالها، لتبدأه بكلمتها «ألا تخشى»، وكأنها تقدم له اعتذارًا عما أغضبه. لكن ما الذى أغضب نجيب ساويرس من كلمة قالتها مذيعته؟ يحاول رجل الأعمال أن يبدو قويًا طوال الوقت، مسيطرًا وقادرًا على أن يفعل ما يشاء، وأنه لا يخاف من أحد أو من شىء فى البلد، رغم أنه وعندما دخل الإخوان قصر الرئاسة، خرج هو من مصر كلها خائفًا ومرتعبًا، فقد فر من أرض المعركة وذهب ليبشر كل من يقابلهم فى الفنادق والكافيهات التى يتردد عليها فى أوروبا، بأنه لا أمل، وأن الإخوان ركبوا البلد، ولن ينزلوا من على ظهرها أبدًا. ولذلك فإن حالة التعافى التى يحب أن يبدو عليها نجيب ساويرس لا تليق به أبدًا، فهو كأى صاحب رأس مال جبان، يعمل فى الخفاء، ويدمن الظلام، وعندما يقترب منه أحد، ويكشف ألاعيبه السياسية، يسارع بالنفى، فهو بطل اللحظات الأخيرة، تلك اللحظات التى يعرف فيها أن خصمه يلفظ أنفاسه الأخيرة، فعلها مع مبارك ومع مرسى...والآن يتحرك تحركات مريبة دون أن يجرؤ على إعلانها أو الاعتراف بها. فى تسجيل صوتى لدى نسخة منه، أشرت إليه قبل ذلك، يقول ساويرس لأعضاء الحزب الذى أسسه، ويتعامل معه على أنه محل آخر من محلاته إنه يريد نصف التورتة، بعد أن قام بحركة استعراضية بتقطيع تورتة كانت أمامهم، وكان يقصد نصف البرلمان المقبل. جرى هذا قبل أن تزيل المحكمة الدستورية العليا التراب على الانتخابات البرلمانية، ولم ينطق ساويرس، ولا يمكن أن ينطق، لأنه يتهرب من الحديث عن طموحه السياسى، أو لنكن أكثر دقة عن أطماعه السياسية. لم يصدق كثيرون أن ساويرس قال أكثر من مرة إنه شريك للسيسى فى حكم مصر، وأنه بما يمتلك من ثروة يستطيع أن يتحكم فى السياسة، وكان طبيعيًا، وهو يتحرك بهذه الروح أن ينتقد السيسى طوال الوقت مدعيًا أن سياساته لا تصلح لإدارة مصر فى هذه المرحلة، منصبًا نفسه مفكرًا سياسيًا، رغم أنه فعليًا لا يجيد تقديم فكرة متماسكة، فكلامه عشوائى، ولا يسمع له من يحيطون به إلا لأنه مجرد ممول. لماذا نفتح حديثًا عن نجيب ساويرس مرة أخرى والآن؟ نفعل ذلك بمناسبة حديثه مع ليليان داود مذيعة «أون تى فى» المثيرة للجدل والارتباك أيضًا، لا يهمان هنا ما قاله، ولا تشغلنا تنظيراته السياسية التى لا نفهم منها شيئًا لارتباكها وتهافتها، ولكن نقف قليلًا أمام دلالة ما يفعله. قد تكون ليليان داود حرة فى موقفها السياسى والإعلامى، وقد تكون حرة فى أن تأخذ موقفًا معارضًا من النظام وما يفعله، ولن نفعل مثل الآخرين ونقول إنها ليست مصرية، وليس من حقها أن تعارض النظام المصرى، فهذا استخفاف، ولن نقول إنها إعلامية، ويجب أن تكون محايدة ولا تعلن موقفها السياسى والشخصى فى برنامج تقدمه، لأن هذا كلام فارغ فى الحقيقة، فلا أحد محايد على الإطلاق، وفى الوقت نفسه لا يجب أن نمنع من يعارضونها ويرفضون موقفها من إعلان غضبهم عليها، فإذا كان هناك من يدافع عن حقها فى التعبير، فلا أقل من أن يحترم هؤلاء حق من يرفضون موقفها فى التعبير أيضًا. لكن المشكلة فيما فعله نجيب ساويرس أنه لا يساند مذيعة قناته من باب إيمانه بحرية الرأى، لقد قال لها إنه يعتبرها مصرية، فماذا يفعل فيمن لا يعتبرونه كذلك، وهم أحرار بالطبع فيما يعتقدون؟... نجيب فعل ما فعله من باب التعافى على من غضبوا من ليليان داود، هؤلاء الذين يعتبرون موقفها معاديًا للوطن - ومرة ثانية هم أحرار فيما يرون - يريد أن يقول لا أحد يستطيع أن يقف أمامى، ولا أمام من يعملون معى، حتى لو كان من يعملون معه خارجين عن الرأى العام، فى لحظة نرغب فى أن يقف الجميع صفًا واحدًا، ليس مهمًا أن نكون متشابهين، فنحن مع من يعارض من أجل المصلحة العامة، لا من يعارض وهو يرغب فى هدم تجربة الوطن الجديد، وهى تجربة لا تزال مهتزة يتربص بها الجميع فى الداخل والخارج. خروج نجيب ساويرس على الرأى العام لم يكن فيما فعله مع ليليان داود، ولكن فيما فعله مع أحد الموظفين لديه، فمنذ أسابيع خرجت جريدته الملاكى بمانشيت يزف إلى المصريين والمسلمين أنها هذه أول صورة للنبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، كانت المعالجة للموضوع صبيانية إلى درجة كبيرة، فالصورة لم تكن إلا لفتى تونسى التقطت فى العام 1926، لكن العمى المهنى والسقوط الصحفى دفعا من كتب للتعامل معها على أنها صورة النبى. كان رد الفعل سريعًا أمر ساويرس بسحب العدد من السوق، وإحالة من كتب إلى التحقيق وإبعاده عن منصبه، وهنا ملمح آخر، فالذى يقول إنه لا يخاف عاش ساعات من الرعب، لكن بعد أيام اكتشفنا أن ما فعله كان مجرد مسرحية هزلية قام بها، فالعدد لم يتم سحبه من السوق بالفعل، بل ظل على فرشة بائعة الجرائد فى حالة من التحدى للرأى العام. أوقف ساويرس جريدته عدة أسابيع، وعاد من ارتكب هذه الحماقة المهنية إلى منصبه دون أن يعلن ساويرس ولو من باب الاعتراف بالخطأ نتائج التحقيق الذى أجراه، ولو من باب احترام الرأى العام، لكن من قال إن نجيب يحترم الناس فى مصر، أو إنه يقدر مشاعر الناس، فقد ارتكب خطيئته وأصر عليها، وليذهب الجميع إلى الجحيم. إنه ليس شجاعًا بما يكفى، وهذه سمته التى تلتصق به، حتى لو ادعى هو غير ذلك، والسؤال هو: لماذا يساند نجيب ساويرس كل من يخرجون على ثوابت المصريين الدينية والوطنية، هل يعتبر ذلك بطولة، وهل ينتظر أن يصفق له الجمهور على شجاعته؟ ليعلم رجل الأعمال أن التصفيق الذى يحصده طوال الوقت هو تصفيق مدفوع الأجر، فهو لا يملك أى قيمة من أى نوع إلا قيمة المال، وهو مال يعلم نجيب جيدًا من أين حصل عليه، ولو كان هناك إنصاف من أى نوع لكان المكان الطبيعى لنجيب فى السجن، وليس على شاشات التليفزيون، ولا على صفحات الصحف التى تحول من خلالها إلى كاتب فى غفلة من الزمن. ستقول إن نجيب ساويرس واحد من رجال الأعمال الذين يعتمد عليهم النظام، وأنه يستقوى بما يقدمه للنظام من خدمات يعتبرها البعض جليلة، ويمكن أن تدلل على ذلك بأنه يشارك بفاعلية فى المؤتمر الاقتصادى. وهنا لابد أن نضع بعض الأسئلة التى أعتقد أنها مشروعة جدًا، ولابد أن يجيب عنها من يقتلهم الإعجاب برجل الأعمال. فإذا كان نجيب ساويرس حريص على الاستثمار فى مصر وتعزيز أعماله فيها، فلماذا يحرص على أن يتوسع فى شراء مؤسسات أجنبية، وهل يمكن لمن كان مثله أن يعزز استثماراته فى مصر، وهو يسعى منذ فترة إلى تصفية معظم أعماله فى مصر؟ هذه حقيقة لا يمكن لنجيب ساويرس أو من يهللون له أن ينكروها، والمقربون منه يؤكدون أنه بالفعل يخطط للاستقرار خارج مصر، وتصرفاته فيما يخص ممتلكاته تشير إلى ذلك، فهل يمكن أن نقبل بعد ذلك أنه يعمل من أجل خدمة الوطن، أو أن لديه مشروعًا من أى نوع لتعزيز فرص الاستثمار فى مصر؟ هذه مجرد أسئلة، نريد إجابات عنها، فى وطن لا يحب الأسئلة، ولا يملك أحد فيه إجابات لها، بل تترك الحقائق مخفية دون أن يحاول أحد من الاقتراب منها، لأن الحقائق طوال الوقت مزعجة ومحرجة، ومن شأن الاطلاع عليها أن يعرى الجميع بلا رحمة. لقد حاول نجيب ساويرس طوال الشهور الماضية أن يلعب فى العملية السياسية من وراء ستار، يجيد هو عملية تحريك العرائس، يدفع من أجل تحقيق ما يريده، أصر على استبعاد سياسى كبير من إحدى القوائم بعد أن تولى الإنفاق عليها، وكأنه حصل على حق تقرير مصائر المرشحين لا لشىء إلا لأنه يدفع أكثر. كان يمكن أن نقبل ما فعله نجيب ساويرس لو أن لديه مشروعًا سياسيًا واضح الملامح يضعه فى خدمة الوطن، لكن الأمر كله لا يخرج عن كونه رغبة منه فى السيطرة على البرلمان المقبل، ليضعه فى خدمه مصالحه هو واستثماراته هو، دون أن يقدم شيئًا ملموسًا له قيمة من أجل هذا الوطن واستقراره. لقد بذل نجيب ساويرس الكثير من المال من أجل الإنفاق على مجموعة من الإعلاميين أصبحوا تابعين له، من أجل الترويج لمشروعه والدفاع الشخصى عنه، ويمكن أن تلتمس له العذر فى ذلك، فهو خائف طوال الوقت، يعلم أن لديه المثير لو اطلع عليه الناس فلن يترددوا عن رجمه فى الطريق العام، لكن ما عذر هؤلاء الذين جعلوا أقلامهم للإيجار، يروجون لما يقوله دون مناقشته أو الاعتراض عليه، ولو من باب تأكيد احترامهم لأنفسهم، لكن من قال إن هؤلاء يمتلكون أى قدر من الاحترام لأنفسهم أو لوطنهم. من النسخة الورقية