اندلعت حالة من الاستياء والغضب الشديد عقب لقاء أمين عام تنظيم الحزب الوطنى المهندس أحمد عز بأعضاء الحزب بالإسكندرية، على خلفية تصريحات عز بشأن منع أصحاب المواقع التنظيمية داخل الحزب من خوض الانتخابات النيابية. وبسبب هذه التصريحات أصبحت تفاصيل اللقاء الذى منع جميع الصحفيين من تغطيته متاحة للجميع حيث تجمع أعضاء الحزب على مقاهى الكورنيش حتى ساعات متأخرة من الليل لبحث تداعيات اللقاء الذى قاموا بتسجيله. كان المهندس أحمد عز قد قال أثناء اللقاء الذى عقد بقصر الإبداع إنه «يرى من وجهة نظره الخاصة وليس من وجهة نظر هيئة المكتب أن كل من له موقع تنظيمى داخل الحزب الوطنى لن يكون له حق فى النزول فى المجالس النيابية منعا لحدوث صراعات بين مرشح الحزب وآخرين من الحزب أيضا». وأضاف عز أنه وفقا لاقتراحه لن يكون لهم الحق فى النزول لتلك الانتخابات النيابية لمدة خمس سنوات، مشيرا إلى أنه من يرغب فى ذلك عليه تقديم استقالته. وشدد عز على أن الحزب لن يسمح بتكرار مهزلة انتخابات عام 2005 مؤكدا استحالة حدوث هذا الأمر فى الانتخابات الرئاسية أو انتخابات مجلسى الشعب والشورى بعد فشل المنهج الذى كان متبعا وقتذاك والذى لم يحقق الأهداف المنشودة. وأشار عز إلى أن الحزب خلال الفترة الماضية قام بتنفيذ خمسة آلاف استطلاع رأى فى مختلف الدوائر الانتخابية على مستوى الجمهورية حول صورة الحزب لدى الناخبين وكيفية الإدلاء بالأصوات وقد أثبتت الاستطلاعات كفاءة كبرى فى هذا المجال. وأوضح أن تلك الاستطلاعات تأتى فى إطار الاستعدادات للانتخابات القادمة على اعتبار أن الحزب يتوقع انتخابات صعبة للغاية العام القادم سواء بالنسبة لانتخابات مجلس الشعب أو التجديد النصفى للشورى. ودعا أمين التنظيم إلى الاتفاق على قواعد عامة يجب على الجميع الالتزام بها من أجل تحقيق تماسك الحزب فى هذه الانتخابات لعدم تكرار تجربة انتخابات عام 2005. وقال عز إنه لن يصيبه الملل من تكرار ما حدث فى تلك الانتخابات التى استطاعت فيها جماعة الإخوان المسلمين إلحاق خسائر كبيرة بمرشحى الحزب الوطنى، مشيرا إلى أن التحليلات أثبتت بشكل قاطع أن خسارة تلك المقاعد جاءت بسبب تفتيت الأصوات وعدم الالتزام بين أعضاء الحزب الوطنى وبعضهم البعض. وأكد عز أن 70 مقعدا من هذه المقاعد كان يمكن أن تحسم فى الجولة الأولى من الانتخابات لو نزل مرشح واحد للحزب فقط فى هذه الدوائر لكن هذا للأسف لم يحدث. ولفت إلى أن هناك تفتيتا واضحا فى الأصوات خاصة أن قيادات تنظيمية فى الحزب تقوم بترشيح نفسها أمام مرشحى الحزب نفسه و«بهذا الشكل لا يوجد حزب بالأساس». وأوضح عز أن وزير الزراعة احمد الليثى كان مترددا فى خوض انتخابات مجلس الشعب ووقتها أكدنا له مساندة الحزب الوطنى له وكانت المفاجأة أن أمين التنظيم بالحزب فى دمنهور بالإضافة لأمين العمال وأمين المركز نفسه نزلوا ضده وكان لسان حالنا يقول «حزب ايه ده». ولفت عز إلى أن الغرض من قص تلك الواقعة هو «استفزازكم لأنه من غير المعقول أن يخسر وزير للزراعة فى دائرة أو محافظة غالبيتها من الفلاحين». وحول الانتخابات الحزبية قال عز إن أمانة التنظيم رصدت فى بعض الشياخات من محافظات الجمهورية أن الفائزين أقارب ومن أسرة واحدة لذلك أعيدت الانتخابات فى 16 وحدة فى 4 محافظات. وطالب عز بضرورة اقتحام فضاء الإنترنت من أجل احتواء شبابه، مشيرا إلى أنه فى حالة عدم احتواء هؤلاء الشباب خلال عامين فإن الوضع سيزداد صعوبة على الحزب قائلا: «أنا مش ناقص أعقدكم من الموضوع ولكن يجب احتواء هؤلاء الشباب».