تابع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بنفسه طوال ليل اليوم الأحد، سير وإدارة عملية "ضريح شاه سليمان"، الرامية إلى نقل الضريح من موقعه في محافظة حلب السورية إلى قرية آشمة، القريبة من الحدود التركية السورية. واتصل أردوغان هاتفيًّا بكل من رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو"، ورئيس هيئة الأركان "نجدت أوزال"، وقائد القوات البرية "خلوصي أكار"، ويهنئهم على نجاح عملية ضريح "سليمان شاه". و قالت رئاسة الأركان التركية إن عملية ضريح "سليمان شاه" لم تشهد أي اشتباكات، إلا أن أحد الجنود الأتراك سقط شهيدا، نتيجة حادث وقع خلال المرحلة الأولى من العملية. وأضافت الأركان التركية، في بيان لها، أنه "تم نقل الأمانات التي تحمل قيمة عالية والتي تركها لنا أجدادنا، من ضريح سليمان شاه (في حلب)، الذي يعتبر أرضا تركية وفقا للمعاهدات الدولية، إلى تركيا بشكل مؤقت، تمهيدا لنقلها إلى قرية "آشمة" في سوريا، وذلك بسبب المشاكل الأمنية في سوريا والضرورات العسكرية. وفى نفس السياق كان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، قد أعلن أن تركيا نقلت رفات سليمان شاه جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية عثمان الأول ضمن عملية عسكرية واسع نظمت ليل يوم السبت -الأحد، وأعادت بدون معارك 40 جنديا تركيا كانوا يحرسون ضريح سليمان شاه الواقع في منطقة يسيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا. وقال داود أوغلو إن هذه العملية العسكرية تقررت بسبب تدهور الوضع حول الجيب التركي الذي تبلغ مساحته بضع مئات من الأمتار المربعة، ويضم ضريح سليمان شاه. وأكد رئيس الوزراء التركي في لقاء مع صحافيين في مقر قيادة الجيش، أن "العملية أطلقت عند الساعة 19 بتوقيت غرينتش بمرور 572 جنديا عبر مركز مرشدبينار الحدودي جنوب شرق البلاد. وأضاف أن نحو 40 دبابة دخلت الأراضي السورية ترافقها عشرات الآليات المدرعة الأخرى في إطار العملية. وقال رئيس الوزراء إن "رفات الشخصية التركية أعيدت مؤقتا إلى تركيا لتدفن لاحقا في سوريا"، موضحا أنه تم ضمان أمن منطقة في الأراضي السورية لنقل رفات سليمان شاه إليها في الأيام المقبلة. وعبر عن ارتياحه "لحسن سير" العملية العسكرية التي كانت "تنطوي على مخاطر كبيرة" وجرت في عمق 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية. من جهتها، قالت قيادة الجيش في بيان على موقعها الإلكتروني إن جنديا تركيا قتل في حادث خلال عملية التوغل التركية. منطقة خاضعة لسيادتها وكانت تركيا هددت العام الماضي بالرد على أي هجوم يستهدف ضريح سليمان شاه، جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية، الواقع في منطقة بشمال سوريا يخضع معظمها لسيطرة داعش. وتنظر تركيا إلى مكان الضريح على أنه منطقة خاضعة لسيادتها بموجب اتفاقية أُبرمت مع فرنسا عام 1921 عندما كانت سوريا تخضع للاحتلال الفرنسي. وتحرس قوة مؤلفة من نحو 20 جنديا من القوات الخاصة التركية الضريح بشكل دائم. وقال أوغلو في مؤتمر صحافي أمس الجمعة: "تركيا لها الحق المطلق في إقرار أمنها. أي هجوم سواء من النظام أو من جماعات متشددة سيتبعه رد، فتركيا ستتخذ كل الإجراءات اللازمة دون تردد للدفاع عن سيادة أراضيها".