كشفت أسرت رضا هلال مساعد رئيس تحرير الاهرام عن تلقيها معلومات من مصادر قالت إنها طلبت عدم الإشارة إليها بأنه لا يزال على قيد الحياة، وأنه "موجود حاليًا بسجن بالإسكندرية"، بعد أن ساد اعتقاد طيلة السنوات الماضية بأنه قتل في ظروف غامضة. وقال أسامة هلال، شقيق الصحفي المختفي، إنه تلقى معلومات أخيرًا عن أن شقيقه "حي يرزق في سجن يقع في نطاق محافظة الإسكندرية"، وإن رسولا من طرفه أكد أنه "بخير وبصحة جيدة"، كاشفا في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط"- نشرتها الأحد- أن الأسرة تلقت رسالة عبر ضابط مناوبة كان يعمل بأحد سجون الإسكندرية، خلال شهر رمضان الماضي، ثم جاءتنا بعد ذلك تأكيدات من جهات أخرى- رفض الإفصاح عنها- تُجمع على أن رضا هلال مسجون في الإسكندرية. غير أن تلك الجهات- وحسب رواية شقيق الصحفي المختفي- رفضت تلبية طلب الأسرة بالسماح لها برؤية الصحفي المختفي، قائلا: "حين أطلب أنا أو أي من أفراد أسرتي، من تلك الجهات، رؤية رضا هلال، يقولون لنا إن دورهم ينتهي عند معرفة ما إذا كان على قيد الحياة أم أنه قد مات". وأكد أن هناك أكثر من ضابط من مستويات ورتب مختلفة أجمعوا على أنه حي يرزق، وأجمعوا على أنه في سجن انفرادي بالإسكندرية، موضحا أن "ضابط المناوبة الذي كان يعمل في سجن بالإسكندرية أرسل لي قريبا له، بمبادرة شخصية منه، وأخبرني بالرسالة الشفهية التي بعث بها رضا هلال، وهي أنه مسجون هناك في سجن انفرادي، وأنه بخير". وقال أسامة هلال إنه توجه إلى الأجهزة الأمنية المعنية، عقب تلقيه هذه الرسالة، وطلب تفسيرا لاحتجاز شقيقه، إلا أنه "لا أحد يريد أن يعطيني إجابة شافية"، معربا عن اعتقاده بأنه "مسجل هناك (في سجلات السجن) باسم مختلف عن اسمه الحقيقي.. أنا وحدي لا أستطيع أن أقوم بأي شيء"، مضيفا أنه يسعى للتقدم ببلاغ للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود لإعادة فتح باب التحقيق في قضية رضا هلال، وتقديم ما لديه ولدى أسرته من معلومات جديدة، بما فيها المكان الذي تم فيه اختفاء رضا هلال، قبل وصوله إلى شقته بمنطقة قصر العيني، وليس بعد صعوده إلى الشقة كما نشر حينذاك. أما الشقيقة الكبرى لرضا هلال، الحاجة سكينة عبد الرحمن هلال، فأكدت أن شقيقها "موجود في منطقة برج العرب في الإسكندرية، لكننا غير قادرين على الوصول إليه، ومع ذلك عملنا له شقته في السنبلاوين، ووضعنا فيها متعلقاته، لكي يجدها كما تركها حين يرجع". في حين أكد أحمد محمد السعيد، الطالب في كلية الألسن، وهو ابن شقيقة رضا هلال: "بعد طول بحث، يمكن أن نقول اليوم إن رضا على قيد الحياة"، قائلا إن خاله سيظهر حين يتغير المناخ السياسي في البلاد. من ناحيته، اعتبر سيد أبو زيد محامي نقابة الصحفيين، أن ما أعلنته الأسرة التي انقطعت عن الاتصال به منذ العام الماضي، "كلام جديد يمكن أن يؤدي لخيط يساعد في جهود البحث عنه، فلتخطرنا أسرته بما توصلت إليه، لكي نبدأ الإجراءات القانونية"، ودعا ممثلي الأسرة لاستئناف الخطوات القانونية في ملف قضية اختفاء هلال، وإعادة فتح التحقيق فيها مجددا قائلا "النقابة لن تغلق ملف اختفائه حتى يُحسم، وحتى نعثر عليه حيا أو ميتا". يذكر أن رضا هلال، اختفى في ظروف غامضة من وسط القاهرة ظهر يوم 11 أغسطس عام 2003، ولم يستدل على إثر له منذ ذلك الحين خاصة وأنه كان يقيم وحيدا في شقة مستأجرة بوسط القاهرة، بالقرب من مبنيي السفارتين الأمريكية والإنجليزية، وقد ثارت العديد من التكهنات منذ ذلك الحين، التي تدور حول أسباب اختفائه المفاجئ. وربط مراقبون بين هذا الاختفاء وسلسة مقالات كان ينشرها هلال في صحيفة "الأهرام"، أثناء الغزو الأمريكي للعراق، عام 2003 كان يهاجم فيها ما وصفه بالنظم الديكتاتورية الشبيهة بالنظام العراقي (الصدَّامي) في العالم العربي، وما فُهم منه حينذاك أنه دعوة للغرب للتخلص من النظم العربية المستبدة وإحلال الديمقراطية التي كانت إدارة جورج بوش الابن تبشر بها لمنطقة الشرق الأوسط.