قال مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية أن تنظيم داعش يحول ليبيا إلى عراق جديد لاسيما مع اشتداد الصراع بين الفصائل المتحاربة وبدء قصف الطائرات المصرية لمعاقل التنظيم في مدينة درنة، ردا على مقتل 21 قبطيا مصريا الأحد الماضي. وأشارت المجلة في سياق تقريرها إلى أن الفيديو الذي بثه التنظيم أول أمس الأحد من ليبيا يظهر أنه يتوسع لما بعد آلاف الأميال من معاقله الأصلية في العراق وسوريا، فضلا عن أنه يؤكد أن ليبيا التي لطالما حكمها ديكتاتور سابق وهو معمر القذافي، أصبحت حالتها أسوأ عن ذي قبل. وتتابع الصحيفة "فيديو الذبح يتزامن مع ذكرى قيام الثورة الليبية في بنغازي ثان أكبر المدن الليبية والتي أثارت غضبا دوليا أسقط نظام القذافي بعد تدخل الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وجميعها دول ساهمت في إسقاطه، وتعاملت تلك الدول بعد تلك المرحلة بنوع من التفاؤل". وتشير الصحيفة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أعقاب مقتل القذافي عام 2011 حيث قال إن عصر ما بعد القذافي يضع الأساس لليبيا ديمقراطية وجديدة، لكن وبعد أقل من أربع ساعات، فإن ليبيا موجودة ولكن اسما فقط، فذلك البلد انقسم بشكل كبير بين نصفين شرقي وغربي كل منهما يحكمهما ميليشيا مؤلفة من تحالفات هشة ويزعم كل منهما شرعيته. أما مبعوث الأممالمتحدة لليبيا بيرناردينو ليون فأبدى عدم تفاؤله بتوصل طرفي الصراع لمصالحة مؤكدا سقوط ليبيا سياسيا وماليا واقتصاديا واصفا الأوضاع هناك بالكارثية، لكن مقتل المصريين قد يتسبب في زعزعة استقرار المنطقة بأسرها، لاسيما مع شن عبدالفتاح السيسي لغارات انتقامية على معاقل داعش في مدينة درنة شمال شرق ليبيا. ومنذ أن أبدى أوباما تفاءله في 2011، تضاءل الحماس الأمريكي للتدخل في ليبيا، وبعد مقتل السفير الأمريكي فيي ليبيا كريستوفر ستيفينز و3 آخرين في هجوم على القنصلية الأمريكيةببنغازي، أثار ذلك الحدث الجدل داخل واشنطن، حيث اتهم الجمهوريون إدارة أوباما بالفشل في توفير الأمن الكافي ومحاولة التستر على الواقعة وهي التهمة التي نفاها البيت الابيض، لكن ضررا مؤكدا قد لحق بسياسة أوباما فيما يتعلق بليبيا. والآن، وبعد أربع سنوات من أول احتجاجات تبعث على الأمل ضد القذافي، أصبحت ليبيا منقسمة ولا يحكمها القانون ، وبلد غير قادر على الاستفادة من ثروته النفطية الهائلة، بمعنى أن ليبيا أصبحت عراقا جديدا.