الحرب الأهلية تدق طبولها، هكذا وصف الخبراء الوضع اليمني، بعد المواجهات التي اندلعت بين رجال القبائل والقاعدة من جهة، وجماعة أنصار الله الحوثية من جهة أخرى في محافظة البيضاء. وأفادت مصادر قبلية في المحافظة أن الاشتباكات التي بين قبائل آل حميقان والحوثيين أسفرت عن مقتل نحو 35 حوثياً وأسر ثلاثين آخرين من مسلحي الحوثي. وأكد المراقبون، أن اليمن على أبواب انتفاضة قبلية ضد الحوثيين ستمتد من جميع المحافظات، مؤكدين أن الوضع بات مأساويا، وأن اليمن ستواجه التقسيم قريبا. حرب أهلية محمد محسن أبو النور، المحلل السياسي والباحث المتخصص في العلاقات الدولية، قال إن ما يحدث من انتفاضة لرجال القبائل ضد مسلحي الحوثي في محافظة البيضاء، هي مرحلة من مراحل الحرب الأهلية في اليمن مشيرًا إلى أنها ستتم على مراحل. وأضاف أبو النور ، أن الحوثيين في طريقهم إلى باب المندب، وبدا واضحًا أنهم مجرد أداة للسيطرة على المضيق المهم الذي يتحكم في حركة الملاحة في البحر الأحمر، مؤكدًا أن الحرب الأهلية قد تمتد إلى محافظات الضالع ثم تعز، وتنتشر إلى بقية المحافظات الحدودية. وعن إمكانية مشاركة رجال القبائل في الحرب الأهلية المتوقعة ضد الحوثي، قال الخبير السياسي: إن قاعدة اليمن، بالتأكيد ستكون من جهات ودوائر الحرب الأهلية، خاصة أن الحرب سيكون لها بعد عقائدي وبالتأكيد القاعدة على عداء ديني مع الحوثيين باعتبارهم زيدية. تدخل دولي ومن جانبه قال الدكتور مختار محمد، الخبير السياسي: إن رجال القبائل رغم غيابهم عن المشهد منذ احتلال جماعة أنصار الله (الحوثي) للعاصمة اليمنية صنعاء، وحتى إسقاطهم للنظام القائم، بدأوا حاليا في الانتفاض ضد الجماعة الشيعية، لاستعادة الأماكن التي سيطروا عليها. وأضاف الخبير السياسي أن هناك حروبا طائفية قوية قادمة، بين سنة اليمن ورجال القبائل من جهة، وجماعة الحوثي، ومن يواليهم من الشيعة من جهة، مؤكدًا أن اليمن باتت على شفا حرب أهلية ضروس، قد تدفع البلاد إلى التقسيم. وأشار الخبير السياسي إلى أنّ سيطرة رجال القبائل على محافظة البيضاء، لن تمر بسلام، ولكن سيقابلها ضربات قوية من قبل الحوثيين، مشيرًا إلى أن الحلول السياسية باتت غير مجدية، ولابد من تدخل دولي لإنقاذ اليمن. معارك البيضاء وأفادت مصادر قبلية في محافظة البيضاء، وسط اليمن، أن اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة بين قبائل آل حميقان والحوثيين أسفرت عن مقتل نحو 35 حوثياً وأسر ثلاثين آخرين من مسلحي الحوثي الذين شنوا هجوما عنيفا بالأسلحة الثقيلة ضد منطقة الزاهر وآل حميقان في محاولة منهم للتقدم نحو مناطق قبائل يافع في محافظة لحج الجنوبية. وقالت المصادر إن حشودا كبيرة من قبائل يافع وشبوة ومأرب وصلت أمس محافظة البيضاء لمساندة رجال القبائل وقامت بالهجوم من عدة محاور علي تجمعات الحوثيين فقتلوا وأسروا العشرات منهم وأسقطوا كافة المواقع التي سيطر عليها الحوثيون قبل يوميين. ومن ناحية أخرى أعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين أن افراد الجيش واللجان الشعبية تمكنوا من تطهير مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء من عناصر الاستخبارات الأمريكية المسماة القاعدة. وذكر الموقع الرسمى لأنصار الله أنه تم دحر العناصر التكفيرية من المديرية بعد اشتباكات استمرت لعدة ساعات وذلك بعد أيام قليلة من تطهير الجيش واللجان الشعبية لمدينة البيضاء عاصمة المحافظة وعدد من المديريات التي كان تنظيم القاعدة يتمركز بها. ومنذ أيام توغلت جماعة الحوثي في عدد من مديريات البيضاء وسط اليمن، تحت غطاء الجيش والأمن، وبدعوى محاربة القاعدة، بعد أشهر من المواجهات خاضتها في منطقة "رداع" مع مسلحي القبائل مدعومين بمسلحي القاعدة، راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى من الطرفين. وتعتبر محافظة البيضاء، إحدى البوابات الرئيسية للجماعة للدخول إلى المحافظات الجنوبية، وخصوصًا لحج وأبين وشبوة ذات الطابع القبلي، حيث تملك المحافظة بوابات ومنافذ على تلك المحافظات. وأعلنت ما يسمى "اللجنة الثورية"، التابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثي)، في القصر الجمهوري بصنعاء، ما أسمته "إعلانا دستوريا"، يقضي بتشكيل مجلسين رئاسي ووطني، وحكومة انتقالية، وهو الإعلان الذي رفضته محافظة البيضاء. وقوبل إعلان جماعة الحوثي بالرفض من معظم الأطراف السياسية في اليمن، الذي يعيش فراغاً دستورياً منذ استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته في ال22 من الشهر الماضي، على خلفية مواجهات عنيفة بين الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، أفضت إلى سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية، ومحاصرة منزل الرئيس اليمني وعدد من وزراء حكومته