قالت وكالة موديز للتصنيف الائتماني إن أسعار النفط المنخفضة لن تسهم سوى بقدر ضئيل فقط في تحفيز النمو العالمي في العامين المقبلين في الوقت الذي يتأثر فيه الاقتصاد العالمي سلبًا بأحداث ذات صلة في منطقة العملة الأوروبية الموحدة " اليورو" والصينوروسيا، وفقا لما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية. وقال المحللون في موديز: إن الهبوط الحاد في أسعار النفط العالمية منذ الصيف الماضي ينبغي، نظريًا، أن يدعم الناتج الاقتصادي من خلال خفض التكاليف بالنسبة لكل من الشركات والمستهلكين.
لكن موديز، في تقريرها الخاص بأفاق الاقتصاد الكلي العالمي، قد رفعت من تقديراتها للنمو بين دول مجموعة ال 20 بأقل من 3%- دون تغيير من معدل العام الماضي، وأيضًا التوقعات التي أطلقتها الوكالة بخصوص العام 2015 في شهر نوفمبر الماضي. وقالت ماري ديرون التي كتبت تقرير موديز إن: "ثمة مجموعة من العوامل التي سوف تعوض عائدات الدخول المنخفضة من أسعار الطاقة الرخيصة. وفي منطقة اليورو، وقع الانخفاض في أسعار النفط في مناخ اقتصادي غير ملاءم مصحوب بمعدلات بطالة مرتفعة ومستويات تضخم منخفضة أو سلبية وعدم يقين سياسي في بعض الدول." وأضافت ديرون أن الزيادة في الدخول الحقيقية للأسرة في منطقة اليورو سوف يتم التهامها عبر البطالة وارتفاع الأسعار أو انخفاضها. وعلى الأرجح أن يقوم الناس الذين يشعرون بقلق من فقدان وظائفهم بتوفير، وليس إنفاق، أموال إضافية. وأبقى المحللون على توقعات النمو الخاصة بالمملكة المتحدة دون تغيير بين 2% و 3% خلال العامين المقبلين. وقال وزير الخزانة البريطانية جورج أوزبورن إن انخفاض أسعار النفط يحمل أنباء سارة للاقتصاد البريطانية. وتبني موديز تقديراتها على أسعار خام برنت التي بلغت 55 دولارًا في المتوسط للبرميل هذا العام و 65 دولارًا في العام المقبل. وتراجع سعر النفط من 115 دولارًا للبرميل في يونيو الماضي إلى ما دون 50 دولارًا للبرميل في يناير لكنه ارتفع على نحو طفيف منذ ذلك الحين. وتراجع سعر خام برنت بمعدل 90 سنتا إلى 55.53 دولارًا صباح الأربعاء الماضي، وانخفض السعر إلى ما دون 58 دولار يوم الثلاثاء في أعقاب إعلان الوكالة الدولية للطاقة أن الطفرة التي يشهدها النفط الصخري الامريكي والتي زادت المعروض العالمي للنفط سوف تدفع أسعار النفط إلى الاستقرار دون المستويات المتحققة في الأعوام القليلة الماضية. على صعيد متصل، أفادت موديز أن الضرائب العالية المفروضة على الطاقة وضوابط الأسعار الحكومية سوف تقلص من تداعيات أسعار النفط المنخفضة في الصين التي شهدت تباطؤًا في النمو هذا العام والعام المقبل. وأردفت موديز أن كلا من روسيا والمملكة العربية السعودية سوف تتأثران سلبا مع معاناة روسيا من ركود حاد حتى العام 2017. ولفت موديز إلى أن الرابحين الأساسيين من استمرار التراجع في أسعار النفط هي الولاياتالمتحدةالأمريكية والهند، رافعة توقعاتها للنمو الأمريكية في العام 2015 إلى 3.2% من 3%. من جهته، توقع توم كلوزا كبير محللي النفط في مؤسسة " أويل برايس إنفورميشن سيرفيس" Oil Price Information Service أن تصل أسعار النفط إلى الحضيض في الربع الثاني من العام. وحذر كلوزا من أن أسعار خام غرب تكساس الوسيط الذي يقل سعر تداوله بوجه عام على نحو طفيف عن نفط بحر الشمال ومزيج برنت من الممكن أن تصل إلى 30 دولارًا في وقت ما من الربع الثاني. وكان تقرير جديد عن سوق النفط أصدرته الوكالة الدولية للطاقة مؤخرا قد كشف عن أن سعر النفط سيستقر عند سعر أقل من ذلك الذي عرفه خلال السنوات الثلاث الماضية، مشيرا إلى أن سعر النفط الخام لن يتجاوز 73 دولارًا إلى حدود عام 2020. وأرجع تقرير الوكالة سبب انخفاض أثمنة النفط إلى تزايد نمو المعروض النفطي الأمريكي، إذ أشارت الوكالة إلى أن الولاياتالمتحدة الأميركية ستظل هي المصدر الأول له حتى 2020. المصدر: مصر العربية