لم تكد قضية تأجيل صرف راتبين بالسعودية، ضمن المنحة الملكية الأخيرة تنتهي، حتى أشاع مغردون احتراق مبنى وزارة المالية ونشروا صوراً لذلك، في وقت قال آخرون إن الصور المنشورة قديمة. واشتعل موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في السعودية، ضد نبأ عن تأجيل صرف راتب شهرين أساسيين لجميع موظفي المملكة، تبين لاحقاً أنه "إشاعة"، وفق وسائل إعلام محلية. وعبر وسم (هاشتاغ) #تأجيل_صرف_الراتبين، كان أبرز ما تناقله المغردون، نبأ عاجلاً يفيد بتأجيل صرف تلك الرواتب، إلا أن وسائل إعلام محلية نفت صحة الخبر. الجديد في الأمر أن المغردين أطلقوا الثلاثاء، وسماً آخر بعنوان #حريق_وزارة_المالية ، في وقت لم يتضح فيه إن كان صرف الراتبين قد تم أم لا. ووكانت وزارة المالية أوضحت في بيان لها أنه "تنفيذاً للأمر الملكي الكريم سيبدأ صرف الراتبين اعتباراً من يوم الاثنين (أمس)". وفي التفاصيل: "سيتم صرف راتب شهرين أساسيين لجميع موظفي الدولة السعوديين من مدنيين وعسكريين، وصرف مكافأة شهرين لجميع طلاب وطالبات التعليم الحكومي داخل المملكة وخارجها، والمستفيدين من إعانة الضمان الاجتماعي وإعانة المعاقين، واستكملت وزارة المالية مع الجهات الحكومية جميع المتطلبات اللازمة لذلك، وسيبدأ الصرف اعتباراً من صباح يوم الاثنين". لكن ما أطلقت عليه وسائل إعلام ومغردون "إشاعة" انتشرت بشكل واسع في المملكة التي تنتظر بشغف تلك المنحة الملكية، لكن حقيقة الأمر لم تتضح بشكل نهائي، وفيما يبدو وفق التغريدات، فإن التأجيل لم يتم بإعلان رسمي وإنما كان من قبل الصرافات الآلية التي تعطلت ولم تستجب للمواطنين السعوديين. ونفت وزارة المالية ما تردد في بعض مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهر اليوم، عن نشوب حريق في مبنى الوزارة، وأهابت بالجميع عدم تداول "مثل هذه الإشاعات التي لا طائل من ورائها سوى إثارة البلبلة قبل التأكد من مصداقيتها". واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية من جديد بالسخرية والغضب، وكان أبرز ما في ذلك، السخرية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كشف تسريب له بثته قنوات مصرية معارضة قوله: إن "الخليج عندهم فلوس زي الرز"، فقد عبر المغردون عن ذلك قائلين إن السيسي "حسدنا". وبثت قناة "مكملين"، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين وتتخذ من تركيا مقراً لها، السبت الماضي، تسريبات، قالت إنها دارت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (خلال توليه وزارة الدفاع) ومدير مكتبه اللواء عباس كامل، ورئيس أركان الجيش المصري محمود حجازي، وتضمنت "إساءة" إلى دول خليجية. وبالعودة إلى قضية صرف الراتبين الأولى التي أشعلت المملكة، الاثنين، فإن آخر ما نشرته وزارة المالية، إنه "إنفاذاً للأوامر الملكية أنهت وزارة المالية إجراءات الصرف لعدد من الجهات، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الثقافة والإعلام، ووزارة التجارة والصناعة، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهذه الجهات هي الجمعيات الخيرية المرخّصة بوزارة الشؤون الاجتماعية، مجلس الجمعيات التعاونية، الجمعيات المهنية المتخصصة المرخص لها، الأندية الأدبية المسجلة رسمياً، الأندية الرياضية المسجلة رسمياً". ولم يتضح إن كان المواطنون قد استلموا المنحة الملكية فعلياً أم لا، وفي وقت تجتاح "الإشاعات" الفضاء الإلكتروني السعودي، وتستمر السخرية من "قضية الرز" وتعطل الصرافات الآلية وعدم تمكنهم من الصرف، وفق ما يعبرون.