لعلها الأشرس من نوعها، تلك الانتخابات العمالية التي بدأت مراحلها بفتح باب الترشيح لها، بسبب اقتحام جماعة الإخوان المسلمين علانية غمار هذه المنافسة، إلي جانب عدد من أحزاب المعارضة الأخري ، الأمر الذي أسبغ علي هذه الانتخابات طابع الانتخابات البرلمانية، حيث التظاهرات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية والحواجز الأمنية. لكن الأهم لجوء بعض المرشحين إلي وسائل مبتكرة لجذب الانتباه، وكسب المؤيدين حتي إن أحدهم وزع أقراص فياجرا وتزاحم العمال حول زميلهم في شركة غزل المحلة، وهو واحد من 250 مرشحا يتنافسون علي 21 مقعدا لتمثيل 27 ألف عامل، إلي جانب 4 مقاعد لعضوية مجلس الإدارة. لم يستغرب العمال توزيع زميلهم الفياجرا كونه يعمل في مستشفي الشركة، وبالتأكيد تربطه علاقات ببعض شركات الأدوية التي زودته بهذه الأقراص سواء مجانا أو بأسعار تعاونية، الأمر الذي فتح شهية عدد آخر من المرشحين، فاختار بعضهم قلم الروچ ليكون وسيلته لكسب أصوات النساء وكأنه يقول لزميله الذي يوزع الفياجرا إنه يكمل رسالته. وهناك من فضل توزيع العباءات الحريمي ممن يعملون في قسم الملابس المشهور بإعداده الغفيرة من السيدات، فيما وزع مرشح آخر خطوط موبايل كل هذه الدعاية في الوقت الذي يلجأ فيه عدد من مرشحي الحزب الوطني، إن لم يكن جميعهم بصفتهم كتلة واحدة، للتدخل لدي رئيس شركة الغزل، المهندس محمود الجبالي للضغط علي رؤساء القطاعات لتفعيل دورهم من أجل تأييد مرشحي الحزب.