"المالكي" باع التاريخ العراقي للكيان الصهيوني ب 35 مليون دولار

لا تزال قضية وصول نسخة من "التوراة العراقية" إلى الكيان الصهيوني تفاعل حتى الآن سواء في العراق أو خارجه، لما أثارته تلك القضية من جدل واسع حول الأسباب والكيفية التي وصلت بها النسخة إلى هناك.
وتعد هذه النسخة الأقدم في العالم، وكان النظام العراقي السابق قبل الاحتلال الأمريكي يتعامل معها على اعتبار أنها جزء مهم من أرشيف الدولة العراقية، الأمر الذي دفعه إلى جعل تلك النسخة محفوظة في خزائن المخابرات العراقية.
تم نقله عقب الاحتلال الأمريكي لغرض الترميم، حيث تعاقد العراق مع مركز "نارا" الأمريكي لترميم العشرات من المخطوطات التي يضمها الأرشيف العراقي، ومنها الأرشيف اليهودي، والتوراة العراقية، غير أن جزءًا كبيرًا من هذا الأرشيف ذهب أدراج الرياح، ولم يعد منه إلا القليل إلى الخزائن العراقية الثقافية والتاريخية، دون أن يكون هناك أي إمكانية لفتح هذا الملف، حتى جاء خبر وصول التوراة العراقية إلى تل أبيب قبل أيام، ليعيد الجدل عن الأطراف المتهمة بتهريب أرشيف العراق إلى الخارج.
وزارة السياحة والآثار العراقية اتهمت في بيان لها مركز "نارا " الأمريكي بتهريب التوراة العراقية إلى الكيان الصهيوني، غير أن المركز فاجأ الجميع ببيان، أكد فيه أنه لم يقم ببيع المخطوطة العراقية من التوراة الكيان، معتبرًا ما أعلنته الوزارة عاريا عن الصحة تمامًا.
المركز الأمريكي فجر المفاجأة عندما قال: إنه "مختص بترميم المخطوطة وفق اتفاقية مع الحكومة العراقية التي كان يرأسها نوري المالكي، وإن المركز عقب انتهائه من عمليات الترميم للمخطوطة التي استمرت لأكثر من ثمانية أشهر، فوجئ بحصول رجل أعمال يهودي أمريكي على كتاب رسمي من قبل الحكومة العراقية ومصادق عليه من قبل السفارة العراقية في واشنطن، يجيز له تسلم المخطوطة من المركز بعد حصوله على ملكية مخطوطة "التوراة" العراقية، بدفعه مبلغًا ماليا قدره 35 مليون دولار".
وتابع "نارا": "بالفعل قام المركز بتسليم المخطوطة لرجل الأعمال اليهودي بعد التأكد من صحة الأوراق التي يحملها، وبموجب هذه الأوراق أيضًا تمكن الرجل من نقل المخطوطة إلى خارج الأراضي الأمريكية متوجهاً بها إلى إسرائيل".
مصادر عراقية رفيعة المستوى أبلغت قالت إنه "في حال ثبتت صحة ادعاءات المركز الأمريكي فإننا سنكون إزاء حالة من حالات بيع وسرقة التاريخ العراقي من قبل نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق".
ووفقاً لتلك المصادر فإن "اتهامات وأدلة أخرى تشير إلى أن المالكي ونجله أحمد، اتهما مرات عدة بالقيام بمثل هذه الأعمال، خاصة فيما يتعلق ببيع الآثار والمخطوطات؛ ومن بينها آثار عراقية هربت من مدينة الموصل شمال بغداد من قبل جماعة يشرف عليها أحمد نجل المالكي، قبل أن يسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على المدينة في العاشر من يونيو".
وكانت وزارة السياحة والآثار العراقية طالبت في بيانها المجتمع الدولي والمنظمات العالمية بمساعدة العراق لاستعادة هذه "المخطوطة".
وأضافت الوزارة أن "وسائل الإعلام تداولت خبر وصول مخطوطة التوراة العراقية إلى الكيان الصهيوني واحتفال وزارة الخارجية الصهيونية بها، وإننا إذ نحتج على هذا الاستحواذ غير القانوني على جزء من الموروث العراقي، بدلالة حمله أختامًا رسمية عراقية، نطالب مركز (نارا) الأمريكي الذي يقوم بصيانة وترميم الأرشيف العبري العراقي، بتقديم إجابات واضحة بشأن هذه المخطوطة".