قال مستشار عسكري أمريكي كبير في بغداد إن القوات العراقية تعاني من أوجه قصور راسخة لكنها مع ذلك قادرة الآن على حماية الحكومة العراقية. وأضاف العقيد تيموثي ريس, المستشار العسكري الأميركي لدى قيادة الجيش العراقي ببغداد, في مذكرة داخلية, إن الوقت قد حان لكي تعلن الولاياتالمتحدة النصر وتنسحب من العراق. وتتيح المذكرة -التي قالت صحيفة نيويورك تايمز إنها اتسمت بصراحة نادرة- نظرة على مظاهر الشد والجذب التي طفت إلى السطح بين الضباط العراقيين والأميركيين في لحظة بالغة الدقة عندما أكملت القوات الأميركية القتالية انسحابها من المدن العراقية في الموعد المحدد لذلك وهو 30 يونيو الماضي. وتعدد المذكرة بنبرة لاذعة جوانب الضعف التي يعاني منها الجيش العراقي كالفساد وسوء الإدارة والعجز عن مقاومة الضغوط السياسية من جانب الشيعة. ويرى ريس أن إطالة أمد بقاء القوات الأميركية لما بعد أغسطس 2010 لن يكون له كبير أثر في تحسن أداء الجيش العراقي, بل سيؤجج مشاعر الاستياء لدى الأميركيين. وفي إشارة لطول بقاء القوات, استدعى ريس قولا مأثورا ليعزز وجهة نظره وهو أن "الضيوف كما الأسماك تفوح منها روائح نتنة بعد ثلاثة أيام". وأضاف: "منذ توقيع الاتفاقية الأمنية لعام 2009 ونحن ضيوف في العراق, وبعد ست سنوات من وجودنا فيه فإن الرائحة الكريهة التي تفوح منا تزكم أنوف العراقيين". جدل حول دور مرتقب غير أن قائد الجيش الأميركي في العراق الجنرال راي أوديرنو لا يشاطر العقيد تيموثي ريس الرأي, كما أن توصيته بانسحاب سريع للقوات تتعارض مع الجدول الزمني الذي صادق عليه الرئيس باراك أوباما. وقالت متحدثة رسمية باسم الجنرال أوديرنو إن المذكرة لا تعبر عن الموقف الرسمي للجيش الأميركي, وهي ليست موجهة لجمهور عريض. وأردفت قائلة إن بعض المشكلات التي وردت بالمذكرة عولجت منذ أن صاغ ريس المذكرة أوائل يوليو على أن المذكرة تفتح نافذة نادرة –على حد وصف نيويورك تايمز- على الجدل الدائر بين ضباط الجيش الأميركي إزاء طبيعة الدور الذي ينبغي أن تلعبه الولاياتالمتحدة في العراق وإلى متى. فبينما يؤيد بعض العسكريين ما ذهب إليه العقيد ريس في تقييمه للأوضاع في العراق, يرى ضباط آخرون ضرورة بقاء القوات الأميركية هناك لعامين قادمين نظرا لازدياد حدة التوتر بين الأكراد والعرب وتفاقم هجمات المتمردين في مدينة الموصل وحولها. وجاء في مذكرة العقيد ريس أن قيادة القوات البرية العراقية فرضت "قيودا من جانب واحد" على عمليات الجيش الأميركي "تنتهك أبرز السمات الأساسية" للاتفاقية الأمنية التي تحكم العلاقات العسكرية بين الولاياتالمتحدة والعراق.