بغداد - أعلنت وزارة الدفاع البريطانية بدء انسحاب الغالبية الساحقة من قواتها العسكرية الموجودة في العراق ، مع اقتراب موعد انتهاء العمل بالاتفاقية التي تجيز لهم البقاء في ذلك البلد، والتي ستصبح خارج التنفيذ اعتباراً من الجمعة. ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن ناطق باسم قوات الاحتلال البريطانية:" ما بين 100 و150 جندي بريطاني يتواجدون حالياً في العراق باشروا الانسحاب من ذلك البلد عائدين إلى قواعد في الكويت، بعد أن أنهى البرلمان العراقي دورته دون الموافقة على مشروع قانون يسمح بتمديد فترة تواجدهم".
وشددت وزارة الدفاع على أن "المفاوضات مع بغداد لوضع اتفاقية جديدة تتيح استمرار النشاط العسكري البريطاني في العراق مستمرة، وذلك من خلال البحث في أسس قانونية جديدة".
وبهذا الانسحاب سيكون العراق دون قوات بريطانية محتلة للمرة الأولى منذ ست سنوات، عندما تدخلت قوات تحالف دولي تقوده واشنطن إسقاط نظام صدام حسين في مارس/آذار 2003.
ولكن هذا الانسحاب لن يشمل قرابة 15 جندياً بريطانياً يعملون ضمن فيلق قوات حلف شمالي الأطلسي لتدريب وحدات الشرطة العراقية.
وقد علّق النائب العراقي، فوزي أكرم، وهو أحد أعضاء الكتلة الصدرية على قرار لندن سحب قواتها بالقول إن العراق لا يحتاج للوجود العسكري البريطاني، وأن العناصر الأمنية العراقية قادرة على تولي الأمن في البلاد.
ويشمل قرار الانسحاب البريطاني وحدات قوات مشاة البحرية الملكية البريطانية التي كانت تساعد الجيش العراقي على ضمان أمن المنشآت النفطية في ميناء "أم قصر."
يذكر أن الجيش البريطاني كان قد نشر 46 ألفاً من رجاله في العراق خلال ذروة المعارك العسكرية في ذلك البلد عام 2003.
وكانت قوات الاحتلال الأمريكية قد انسحبت من المدن العراقية في نهاية يونيو/حزيران الماضي، ليتمركز الجنود، وعددهم 131 ألفاً في قواعد عسكرية خارجها، على يُسمح لهم بالتدخل في العمليات العسكرية داخل المدن بالتنسيق والطلب من القوات العراقية.
ومنذ يناير/كانون الثاني سلم الأمريكيون أو أغلقوا أكثر من 150 قاعدة في أنحاء البلاد، على أن تسلم القوات الأمريكية نحو 300 موقعا في العراق تدريجيا إلى السيطرة العراقية، وذلك تمهيداً للانسحاب الأمريكي الكامل من العراق في 2011