فرضت الحكومة العراقية – الموالية للاحتلال – حظرا للتجول على حركة المركبات في بغداد اعتبارا من فجر هذا اليوم حتى فجر السبت المقبل وذلك لمنع وقوع أي حوادث ترافق مراسم إحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم التي تصادف يوم غد الخميس. وقال المتحدث الرسمي باسم خطة فرض القانون في بغداد العميد قاسم عطا إن قيادة العمليات قررت فرض حظر التجول على المركبات اعتبارا من فجر الأربعاء بدلا من مساء اليوم نفسه. وأوضح أن الحظر سيشمل كل المركبات والدراجات الهوائية والنارية وأن تطبيقه بدأ بالفعل في حي الكاظمية –حيث يقع مرقد الإمام الكاظم- اعتبارا من مساء أمس. وسبق هذا القرار تطورات ميدانية ففي سامراء قتل ثلاث نساء وطفلان وأصيب طفلان آخران بجروح لدى سقوط قذائف هاون على حي سكني وسط المدينة. وفي المحمودية قتل شخصان وأصيب ستة بنيران مسلحين. فيما قتل أربعة أشخاص وأصيب ستة في هجوم بالقذائف على حي الكمالية ببغداد. وأعلنت وزارة الحرب الأمريكية أن عدد قوات الاحتلال في العراق وصل إلى أعلى معدلاته على الإطلاق حيث ارتفع إلى 162 ألف جندي بعد أن زادت القوات في هذا البلد بنحو 30 ألف جندي. وبالتوازي مع التطورات الميدانية استمر المأزق الذي تعيشه قوات الاحتلال في العراق في التفاقم يومًا بعد يوم، فقد ذكرت وكالة الأنباء العراقية أن وزارة الحرب البريطانية أعلنت أمس مقتل أحد جنود كتيبة ويلز الملكية الثانية في هجوم بمدينة البصرة جنوب العراق مساء أمس الأول. وبذلك ترتفع خسائر قوات الاحتلال البريطاني في العراق إلى 165 قتيلاً منذ بدء الغزو في مارس من العام 2003م إلا أن الحصيلة في الغالب أكثر من ذلك وهي عادة قوات الاحتلال بتخفيض خسائرها؛ منعًا لمنح المقاومة أية دفعة معنوية. ومن المتوقع أن تسحب القوات البريطانية 500 من جنودها العاملين في العراق بنهاية العام الحالي فيما سترسل قوات بديلة عن مجموعة من الجنود العاملين حاليًّا في العراق. وكانت وزارة الحرب البريطانية قد أصدرت بيانًا في يوليو الماضي قالت فيه إنه "من المتوقَّع أن يتضمن مشروع القرار تفاصيل تتعلق بخفض أعداد القوات البريطانية في حال توافرت الظروف المواتية وتسليم قصر البصرة للجيش العراقي". فيما كان رئيس الحكومة العراقية جواد المالكي قد أعلن في السابق أن القوات العراقية قادرةٌ على تسلم المهام الأمنية في البصرة وهي التصريحات التي تتناقض مع تصريحات وزير خارجيته هوشيار زيباري التي حذَّر فيها من مغادرة قوات الاحتلال للبلاد!! من جانب آخر قالت الحكومة البريطانية إنها لن تمنح اللجوء تلقائيا لعشرات المترجمين الذين يعملون مع قواتها في العراق رغم المخاوف من تعرضهم للاضطهاد والقتل. ويعمل نحو 90 مترجما عراقيا مع قوات الاحتلال البريطانية ويرافقونهم في المداهمات والدوريات وكثيرا ما يخفون وجوههم خشية تعرضهم للانتقام إذا تعرف عليهم السكان المحليون. وكتب العديد من المترجمين إلى الجيش البريطاني يطلبون بحث منحهم لجوءا خاصا هم وعائلاتهم قائلين إن خطر تعرضهم للاضطهاد سيزيد بعد انسحاب القوات البريطانية المحتلة العام المقبل. غير أن متحدثا باسم الخارجية البريطانية قال لا وجود لقبول طلبات لجوء جماعي. وفي سياق متصل أعلن وزير الدفاع السلفادوري أوتو روميرو أن بلاده ستقلص وجودها العسكري في العراق بمعدل 100 رجل والاكتفاء بنشر 280 جنديا نهاية هذا الأسبوع. و وأوضح أن السلفادور اتخذت هذا القرار نظرا لتحسن الوضع في العراق. والسلفادور هي آخر دولة أمريكية لاتينية ينتشر جنودها في العراق بعد انسحاب الهوندوراس ونيكاراغوا وجمهورية الدومينيكان. كما أعلنت القوات البلجيكية أمس أنها أنهت سحب قواتها بالكامل من العراق. في تطور آخر أعلنت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية للأنباء أن صحفيا عراقيا يعمل لحسابها اعتبر مفقودا منذ أسبوع في العراق وتعتقد عائلته أنه خطف. ويعمل طلال محمد (40 عاما) محررا ومصورا لدى الوكالة منذ نهاية عام 2006 وفقد في 28 يوليو الماضي عندما كان متوجها من بعقوبة إلى بغداد حسب عائلته التي أكدت أنه خطف على يد مسلحين ملثمين. وفي الكوت عثر على حسن العزاوي مراسل جريدة الصباح الحكومية العراقية سالما بعد أن أعلنت الشرطة اختفاءه منذ الاثنين. ووسط كل ذلك شهدت أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية ارتفاعًا كبيرًا لزيادة الطلب عليها؛ بسبب تأخير توزيعها ضمن الحصة التموينية الشهرية. ويرى المواطنون أن ارتفاع أسعار المواد التموينية بسبب تأخير مراكز التموين توزيعها على الوكلاء نتيجة لعدم وجودها في المخازن وعدم توفير وزارة التجارة لها في تناقض مع تصريحات مسئولي الوزارة الذين يؤكدون فيها على توفير المواد الغذائية للمواطنين. ومن المواد التي شهدت ارتفاعًا في الأسعار زيت الطعام الذي أصبح سعر اللتر الواحد 2000 دينار بعدما كان 1000 دينار، أي الضِّعف!! والأرز الذي أصبح سعر الكيلو جرام 1000 دينار بعدما كان سعره 300 دينار، في ارتفاع يزيد عن 3 أضعاف!! كذلك ارتفع سعر كيس حليب الأطفال الذي يبلغ نصف كيلو جرام 4000 آلاف دينار بعدما كان سعره 1.250 دينار. من ناحية أخرى قال السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة زلماي خليل زاد إن من المتوقع أن يتبنى مجلس الأمن الدولي الخميس المقبل مشروع قرار يمدد مهمة الأممالمتحدة في العراق وزيادة مهماتها في البلاد. وأعرب خليل زاد عن ارتياحه لفرص زيادة دور الأممالمتحدة في العراق بشكل محدود قريبا, رغم تفاقم حالة انعدام الأمن فيه. وقال في مؤتمر صحفي عقده عقب مشاورات بشأن بعثة الأممالمتحدة في العراق إن من المتوقع جدا أن يتم تبني المشروع بسهولة. وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا قدمتا الأسبوع الماضي مشروع قرار يرمي إلى تمديد ولاية بعثة الأممالمتحدة التي تنتهي في العاشر من هذا الشهر, عاما إضافيا. وينص مشروع القرار على أن يقدم الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق وبعثة الأممالمتحدة الدعم والنصح والمساعدة للحكومة العراقية في المجالات السياسية والانتخابية والدستورية والقانونية والاقتصادية, إضافة إلى عودة اللاجئين والترويج لحقوق الإنسان. كما ينص المشروع على الدور المهم الذي تلعبه القوات متعددة الجنسيات في العراق لدعم بعثة الأممالمتحدة خاصة فيما يتعلق بالمجال الأمني, ويقر بأن الأمن عامل أساسي لتتمكن البعثة من القيام بمهامها.