أقر مجلس وزراء الاحتلال فى العراق صباح اليوم الاتفاقية الامنية مع قوات الاحتلال الأمريكية بعد ما أعلن عن توصل الجانبين الى "الصيغة النهائية" لها بعد جولات طويلة من المفاوضات. فمنذ عدة أشهر، بدأت واشنطن وبغداد مناقشة اتفاق تنظيم الاحتلال العسكري الأمريكي، وسط تهديدات مسؤولين عراقيين بعرقلة أي اتفاقية تمس سيادة البلاد. والاتفاقية في صيغتها الحالية تعطى للقوات الامريكية "شرعية" البقاء في العراق لمدة ثلاثة اعوام أخرى بعد إنتهاء تفويض مجلس الأمن. وقال وزير خارجية حكومة الاحتلال هوشيار زيباري إنه سيتم الآن ارسال الاتفاقية الى البرلمان العراقي للتصديق النهائي عليها، وأضاف زيباري، إن 28 من أعضاء الحكومة الأربعين، صوتوا لصالح المسودة النهائية للاتفاق، وامتنع واحد عن التصويت، وستطرح مسودة الاتفاق مجدداً للتصويت أمام مجلس النواب، وعددهم 275 نائباً. وأوضح زيباري أنّ البرلمان سيصل إلى اتفاق قبل أن يدخل في عطلة من أسبوعين تبدأ في 25 من نوفمبر/تشرين الثاني. وقال المتحدث باسم الحكومة (علي الدباغ) إنّ رئيس البرلمان ونوّابه سيقررون الموعد الذي سيصوت فيه النواب على الاتفاق، الذي سيتم إرساله إلى البرلمان في وقت لاحق الأحد. ويتوقع ان يتم اقرار الاتفاقية في مجلس النواب بعد اقرارها في مجلس الوزراء حيث يمتلك الشيعة والأكراد الأغلبية اللازمة في الحكومة العراقية ومجلس النواب البالغ عدد اعضائه 275.
الانقسام الشيعى ينذر بانفجار!! وكان مجلس الرئاسة الذي يضم جلال طالباني ونائبيه طارق الهاشمي وعادل عبد المهدي قد عقد اجتماعا سبق جلسة الحكومة جري خلاله بحث الاتفاقية والتعديلات الاخيرة التي قبلت الولاياتالمتحدة ادخالها عليها بناء على طلب الجانب العراقي. كما اوفد رئيس وزراء الاحتلال نوري المالكي النائبين عن الائتلاف الشيعي الموحد خالد العطية وعلي الاديب الى النجف للقاء المرجع الشيعي "السيساني" لاطلاعه على نص الاتفاقية واخذ موافقته عليها قبل عرضها على التصويت في مجلس الوزراء. وعقب لقاء السيساني مع النائبين اعلن مسؤول رفيع في مكتب السيستاني ان الاخير صرح للنائبين ان الصيغة الاخيرة للاتفاقية تمثل "افضل الخيارات الممكنة" للعراق وانه لن يعترض عليها في حال موافقة مجلس الوزراء ومجلس النواب عليها. من جانبه صرح الاديب " حسب ال بى بى سى" ان السيساني اكد على التوصل الى اجماع وطني حول الاتفاقية وانه عبر عن ارتياحه لحرص المسوؤلين العراقيين على "ضمان المصالح الوطنية للعراق"!!. واشار العطية خلال مؤتمر صحفي عقده في النجف عقب الاجتماع مع السيستاني الى ان واشنطن قد وافقت على ادخال تعديلين على نص الاتفاقية بناء على طلب العراق، احدهما يتعلق بانسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية بنهاية شهر يوليو/تموز المقبل لكنه امتنع عن اعطاء تفاصيل عن التعديل الثاني.
الصدر يدعو لمسيرات ضخمة الجمعة للاحتجاج على الاتفاق الأمني الرئيس السوري ينتقد الاتفاق الأمني المقترح بين العراق وأمريكا وقد دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى تنظيم صلوات جماعية ومسيرات سلمية ضخمة في بغداد الأسبوع المقبل للاحتجاج على الاتفاق الأمني مع الولاياتالمتحدة، وطالب الصدر في رسالته بإقامة صلاة تجمع كافة المصلين في ساحة الفردوس بوسط بغداد الجمعة، عوضاً عن إقامة الصلوات في مساجد العاصمة المتفرقة. وطلب الزعيم الشيعي بتسيير جموع المصلين، وعقب أداء صلاة الجمعة، مسيرات سلمية للاحتجاج على الاتفاق الأمني المقترح. وجاء في الرسالة: "دعهم يتحدوا لإفشال توقيع الاتفاق الذي سيبيع العراق للمحتل، مثل أراضينا المقدسة في فلسطين والدول العربية والإسلامية الأخرى التي بيعت من قبل." وأردف: "ليكن ذلك الجمعة المقبل على أن نخلي ضميرنا أمام الله ورسوله والجميع.. فبعد انتهاء الفريضة المقدسة ليجتمعوا لمسيرة سلمية للإعراب عن رفضهم للاتفاق." وقال الشيخ حازم الأعرجي، قيادي بارز في التيار الصدري، لCNN، إن رسالة الصدر تليت أمام الآلاف من المصليين الجمعة في كل من بغداد، والكوفة، والعمارة، والناصرية وعدد آخر من مدن العراق. وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، قد انتقد بدوره الاتفاق الأمني يهدف لتحويل العراق إلى قاعدة لضرب جيرانه. وقال الرئيس الأسد إن العدوان الأمريكي الأخير على الأراضي السورية يدلل على أن وجود قوات الاحتلال الأمريكي يشكل مصدر تهديد مستمر للدول المجاورة للعراق ويشكل عامل عدم استقرار للمنطقة مؤكداً أن الاتفاق سيجعل من العراق قاعدة لضرب الجوار بدل أن يكون سنداً لهم.
وفي واشنطن وصف الناطق باسم مجلس الامن القومي في الولاياتالمتحدة جوردون جوندروي النص النهائي للاتفاقية بانه يخدم مصلحة البلدين الحليفين. وقال "نرى ان نص الاتفاقية جيد ويخدم مصلحة البلدين ونأمل ان يتم اقرار الاتفاقية من قبل الجانب العراقي". كما توصلت كتلة الائتلاف العراقي الموحد ذات الاغلبية البرلمانية والتحالف الكردستاني ثاني اكبر الكتل السياسية في البرلمان السبت الى اتفاق سيتم بموجبه التصويت لصالح الاتفاقية. وكانت الحكومة العراقية قد اصرت على ادخال بعض التعديلات على مسودة الاتفاقية التي يتفاوض الجانبان حولها منذ شهر مايو/ايار الماضي. وتنص الاتفاقية على ان سحب القوات الامريكية من المدن العراقية تماما بحلول نهاية شهر يونيو/حزيران المقبل وان الانسحاب من العراق كليا قبل الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر/كانون الاول 2011 "ما لم تطلب منها الحكومة العراقية خلاف ذلك".. الأمر الذى يعطى إمكانية البقاء الأبدى لقوات الإحتلال.
وما تزال بنود الاتفاقية سرية !!!
ومن بين التعديلات التي طلبها العراق على مسودة الاتفاق حق محاكمة العسكريين الأمريكيين في حال ارتكابهم جرائم خارج قواعدهم وهو ما يعتقد ان الجانب الامريكي رفضه. وكذلك خضوع الشحنات التي يدخلها الأمريكيون إلى العراق او يخرجونها منه للتفتيش من قبل الحكومة العراقية.