أصبحت الجثامين العربية مشكلة كبيرة سواء في الغرب أو في المنطقة العربية لمجرد اتهامات لم يثبت صحتهابعد . فاليوم ترفض دولة الجزائر العربية استقبال جثماني الشقيقين "شريف وسعيد كواشي" المتهمين في حادثة صحيفة "شارلى إبدو" ورفض دفنهما في التراب الجزائر والسبب للرفض الجزائري مخزٍ وعار عليها لأنهما لا يحملان الجنسية الجزائرية وليس لأنهما متهمان في فعل مشين يدين الإسلام ويصورون أن معتنقيه همج ويثيروا القلاقل في العالم، ويتسببون في اتهام المسلمين بما يسمى ب"الإرهاب"الديني وكأن الجزائر لا تبالي بما حدث للمسلمين وما تم اتهامهم به، وفقط رفضوا طلب الحكومة الفرنسية لأنهما لا يحملان الجنسيةالجزائرية، والسلطات الجزائرية استندت في رفضها للطلب الفرنسي على كون الشقيقين "كواشي" يحملان الجنسية الفرنسية، وولدا على التراب الفرنسي وتوفيا داخله، ولم تهتم الجزائر من صحة إدانتهما فيما هو منسوب إليهما في حادثة "شارلى إيبدو" وخاصة أن ضابط التحقيقات توفي منتحرًا؛ لأنه اكتشف بعد عناء طويل من الجهد في البحث وراء الحادث وتداعياته أجهزة مخابراتية. وعندها كان يجب أن نتوقف هنا عند أسباب انتحار هذا المحقق ونبحث لماذا تقف المخابرات الفرنسية وراء حادثة كهذه وتثير غضب العالم نحو المسلمين وتتهمهم ب"الإرهاب"، ونقف عند اتهام الحكومة الفرنسية لشخصين بتنفيذ الحادثة وإحداث إرهاب بها دون أي دليل غير أنهما مسلمان عرب ويعيشان في فرنسا ورغم أنهما يحملان الجنسية الفرنسية. وكما تؤكد فرنسا عنصريتها تجاه الإسلام والمسلمين برغم من أنهما من مواطنيها إلا أنها ترفض دفنهما في الأراضي الفرنسية، وترى أن التخلص من جثمانيهما فكرة جيدة؛ لأنها تعتبر دفنهما في فرنسا مشكلة، ويجب التخلص منهما على حد وصفها لهما، وتعتبرهما "قنبلة موقوتة تقلقها وتسبب لها هاجسًا أمنيًّا، وهذه تعد عنصرية جديدة من فرنسا للإسلام والمسلمين على أثر الحادثة لتلك الصحيفة القذرة، والجدير بالذكر هذه لم تكن الحادثة الأولى لرفض الجزائر جثمان عربي لدفنه بها؛ حيث قامت فرنسا في نهاية الربع الأول من عام 2012، طلبًا مماثلا للسلطات الجزائرية لقبول استقبال جثمان محمد مراح، الشاب الفرنسي ذي الأصول الجزائرية الذي قُتل في ظروف غامضة على يد الأمن الفرنسي في مدينة تولوز الفرنسية بعد اتهامه_ دون أي أدلة _بإطلاق النار بشكل عشوائي على عدد من المدنيين في إطار تنفيذ مخطط "إرهابي" كما ادعت الحكومة الفرنسية في وقت مضى. وهنا نتوقف ونتسأل لماذا يدين الغرب عامة المتشدقين حماية الحقوقات الإنسانية وخاصة "فرنسا"، دائمًا المسلمين بالإرهاب وتلحق بهم التهم جزافًا دون دليل وقتلهم قبل استكمال التحقيق من صدق التهم عليهم، ودفن الحقائق معهم وتقوم بتسليط الأضواء على أين يدفن هذا أو ذاك وتتكتم عما هو هام وحقيقي ؟! لماذا لم تسلط الأضواء على انتحار محقق الحادثة وكشفه لحقيقة أن المخابرات الفرنسية من كانت وراء تلك الحادثة وإلصاقها بالمسلمين ؟! لماذا تحتضن فرنسا صحيفة قذرة كصحيفة "شارلى ايبدو" وتدعي أنها في إطار حرية التعبير وأيضا ترفض المساس بالديانات والمعتقدات؟! كل هذا تضارب بين شعارات الغرب وخاصة فرنسا وبين ما تحمله سريرتهم للإسلام ومن الخطر الذي يمثله الإسلام عليهم ؟! ولهذا يحاولون الحرب عليه بكل الطرق الباطنية ويظهرون أمام العالم أنهم دعاة الحقوق والحريات للإنسان. الإجابة تكمن في نسبة المسلمين الموجودة في فرنسا حوالي 10% من تعداد سكان فرنسا وهذه النسبة في تزايد ملحوظ، والإسلام يحتل المرتبة الثانية والجالية الإسلامية في فرنسا تعد أكبر جالية في الدول الأوروبية، وهذا أدى إلى تخوف السلطات الفرنسية مما جعلها تحرص على بث الرعب لدى مواطنيها من الإسلام حتى تتوقف أسلمة المواطنين أو حتى تقليل نسبة التزايد. وهذا الأمر لا يقتصر على فرنسا فقط فالغرب بل أكثرية دول العالم وخاصة أوروبا، ومن هنا نكتشف سر الهجوم الدائم على الإسلام والمسلمين في أوروبا وخاصة فرنسا.