لليوم الثاني على التوالي، يستمر إضراب عمال شركة المحلة للغزل والنسيج لحين صرف الدفعة الأخيرة من الأرباح السنوية، والتي كان مقرر صرفها شهر ديسمبر الماضي عقب انعقاد الجمعية العمومية في 31 ديسمبر إلا أنه تم تأجيلها. وقال محمد أسعد أحد العاملين بالشركة، إنهم مستمرين في إضرابهم وإن عمال الوردية الثالثة كانوا قد دخلوا المصانع خلال فتره الليل، ولكن دون عمل وإنهم سوف يخرجون الآن إلى ساحة طلعت حرب بعد أن تضم إليهم الوردية الأولى وأكد "أسعد" في تصريح اليوم، أن الحديث عن فك الإضراب بعد إعلان عقد الجمعية العمومية يوم 27 يناير وصرف الأرباح يوم 29 يناير غير صحيح؛ لأن هذا المنشور ما هو الإ محاولة تسكين للعمال للعودة إلى مصانعهم، وإعادة تشغيل الشركة، وأن مجلس الإدارة ليس لديه نية صادقة في صرف مستحقاتهم وتنفيذ مطالبهم. وأضاف أن مطالبهم لم تقتصر على صرف الأرباح فقط إنما تشمل إعادة هيكلة الأجور، وتطبيق الحد الأدنى والأقصى، وإصلاح وتطوير الشركة وسداد مديونيتها وتطوير قطاع الغزل والنسيج ككل وإلغاء قرار رفع الدعم عن القطن سيتسبب في إغلاق 9 شركات حليج أقطان وتشريد آلاف العمال. الإعلام ومحاربة العمال
وقال محمد مصباح، أحد عمال غزل المحلة: إنهم رفعوا مطلب ضرورة تطهير الفساد من الشركة، وتنفيذ وعود رئيس وزراء الانقلاب إبراهيم محلب، وقت زيارته بالشركة، بإعادة هيكلة الأجور بالشركة، مضيفًا أن ما أثار غضب العمال وأشعل فتيل الاحتجاج هذه المرة الهجمة الشرسة التي يشنها الإعلام ضدهم، من جانب المذيعين بالفضائيات، كان آخرها توفيق عكاشة الذي قال: إن العمال لا يستحقون الأرباح والشركة خاسرة، ما أثار حفيظة العمال . وأكد فيصل لقوشة، أحد القيادات العمالية بالشركة أن العمال انتظروا صرف باقي الأرباح، التي كان من المفترض صرفها في شهر نوفمبر الماضي، إلَّا أنه حتى الآن، لم يصدر حتى منشور بموعد صرفها، إضافة إلى قرار وزير الزراعة برفع الدعم عن زراعة القطن المصري ما أثار غضب العاملين؛ حيث إنه يؤكد أن خطط تطوير الشركة مجرد كلام. كان المئات من عمال الشركة البالغ عددهم25 ألف عامل قد نظموا أمس الأول وقفة احتجاجية لمدة ساعتين؛ للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية وتطوير الشركة، إلَّا أن أي من المسئولين لم يتحرك فقرر العمال الإضراب. وكان قد حذر القيادي العمالي بشركة غزل المحلة ناجي حيدر في تصريحات في 6 يناير الماضي، من اندلاع مظاهرات جديدة بالشركة؛ بسبب تجاهل إدارة الشركة تنفيذ ما وعدت به في حضور رئيس مجلس وزراء الانقلاب إبراهيم محلب في مارس 2014 أثناء زيارته للشركة، مضيفًا أنه كان من المقرر صرف الدفعة الرابعة والأخيرة من مستحقات العمال في الحوافز والأرباح يوم 31 – 12 الماضي، لكن حتى الآن لم يتم صرفها، رغم دخول عيد الميلاد المجيد على الإخوة المسيحيين بالشركة دون صرفها . وناشد "حيدر" وقتها رئيس وزراء الانقلاب بسرعة التدخل للصرف الفوري قبل تصعيد الأزمة بين العمال، حتى لا تشتعل الوقفات الاحتجاجية بالشركة من جديد، إلَّا أن الانقلاب وإدارة الشركة لم تستجب لمطالب العمال بل وزاد استفزازهم عبر الإعلام، ما دفعهم لتنفيذ تهديدهم. وكان عمال الغزل والنسيج قد بدأوا إضرابًا أمس على خلفية عدم صرف الدفعة الأخيرة من الأرباح السنوية وتحسن أوضاع الشركة. والجدير بالذكر أن حزب "الاستقلال" قد تبنى مطالب العمال منذ فترات طويلة خاصة بعد الانقلاب العسكري وكان العمال قد عقدوا مؤتمرًا صحفيًّا بمقر الحزب أعلنوا من خلاله مطالبهم بإصلاح أحوال الشركة وتحويل الخسائر إلى مكاسب بسواعد عمالها، ولكن حكومة الانقلاب قد تغاضت عن ذلك مما أدى إلى تصاعد الأحداث