مقديشو - شهدت العاصمة الصومالية، مقديشو، معارك ضارية بين القوات الحكومية والمليشيات المسلحة الجمعة (3 – 7 – 2009)، وفق تقارير صحفية. وأشارت تلك التقارير إلى أن قوات الحكومة الانتقالية شنت هجوماً على المليشيات المسلحة، وتنتشر المواجهات في مساحات واسعة من مقديشو، ولم يتأكد حجم الخسائر الناجمة عن هذه المواجهات.
وتسعى القوات الحكومية الصومالية استعادة السيطرة على المناطق الشمالية من العاصمة، لدحر وإبعاد العناصر المسلحة من المناطق المتآخمة للقصر الجمهوري.
وإلى ذلك، أعلنت الولاياتالمتحدة مؤخراً إرسال نحو 40 طناً من الأسلحة والذخيرة كإمدادات للحكومة الصومالية المحاصرة، وفق مسؤول أمريكي رفيع، في أول كشف عن جهود جديدة تقوم بها إدارة واشنطن في هذا البلد الأفريقي الذي تمزقه النزاعات المسلحة منذ عام 1991.
ولا تتضمن المساعدات العسكرية نشر قوات أمريكية في الصومال، حيث قضى 18 جندياً أمريكياً نحبهم في عملية استلهمت فيلم "سقوط البلاك هوك" عام 1993.
وأوضحت مصادر أمريكية مطلعة أن واشنطن طلبت من الحكومة الأوغندية تقديم الأسلحة ومساعدات مالية لنظيرتها الصومالية، على أن تقوم الولاياتالمتحدة بتعويض الثانية.
كما ستمول الحكومة الأمريكية المهام التدريبية التي ستضطلع بها كل من كينيا، وبروندي وأوغندا للجيش الصومالي، كما ستوفر دعماً لوجيستياً لقوات الاتحاد الأفريقي، وفق المصادر.
وتقود المليشيات المسلحة، ويزعم ارتباطها بتنظيم القاعدة، عمليات عسكرية واسعة لإسقاط حكومة الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد، التي استنجدت بدول الجوار والولاياتالمتحدة للمساعدة.
وأدت محاولات المليشيات المسلحة للإطباق على العاصمة مقديشو، إلى مصرع 250 مدنياً وإجبار أكثر من 160 ألفاً آخرين للفرار من مناطقهم خلال الشهر الأخير، وفق التقرير.
وفي مؤشر على تنامي نفوذ تلك المليشيات، منها حركة "الشباب" التي تدرجها الخارجية الأمريكية ضمن لائحة الإرهاب، أشارت تقارير مؤخراً إلى تنفيذها عقوبة الحد بقطع الأيدي والأرجل في أربعة أشخاص اتهموا بالسرقة.
ومزقت النزاعات المسلحة، التي استعرت فور الإطاحة بحكومة سياد بري، في 1991، ويقول مسؤولون أمريكيون، إن الفوضى والعنف الدموي اللذان يضربان بأطنابهما في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي، ساهما في رفع معدلات اللاجئين وتزايد القرصنة في خليج عدن.
ووفرت الصومال قاعدة انطلاق لمهاجمة سفارتي أمريكا في كل من كينيا وتنزانيا عام 1998، وفق مسؤولين أمريكيين.
ويتهم مسؤولون أمريكيون ارتريا بدعم المليشيات الصومالية في سياق حرب بالوكالة ضد غريمتها أثيوبيا، التي تدعم حكومة مقديشو، وقد منيت مساعي الخارجية الأمريكية للالتقاء بمسؤولين ارتريين بالفشل.