أنقرة - جرى اليوم الأربعاء القبض على ضابط كبير في الجيش التركي من المعتقد أنه وضع خطة لإضعاف حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا للاشتباه في صلته بمؤامرة منفصلة لإسقاط الحكومة حسبما ذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء. وجاء القبض على الكولونيل دورسون جيجيك في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء في ظل حالة من التوتر بين حكومة حزب العدالة والتنمية ذات الجذور الإسلامية والجيش العلماني بعد أن كشفت صحيفة عن مخطط عسكري لتشويه سمعة الحزب من خلال القيام بحملة إعلامية.
وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أنه تم القبض على جيجيك للاشتباه بارتباطه بمنظمة يمينية غامضة تعرف باسم "ارجينيكون" والتي قال الادعاء أنها وضعت خطة لتنفيذ حملة من الاغتيالات والتفجيرات لإثارة انقلاب عسكري. والقي القبض على العديد من الضباط المتقاعدين وآخرين في الخدمة على خلفية قضية "ارجينيكون".
وأفادت صحيفة طرف التي ذكرت الشهر الماضي وجود مخطط عسكري مزعوم لإضعاف حزب العدالة والتنمية الحاكم أن جيجيك هو من صاغ مسودة الوثيقة التي تتضمن هذه الخطة. ونفى الجيش علاقته بالخطة وأكد أنه لن يحاكم جيجيك اذ لم يتضح ما إذا كانت الوثيقة مزيفة.
ويأتي القبض على جيجيك بعد ايام من تصديق البرلمان الذي يسيطر عليه الحزب الحاكم على مشروع قانون يمهد الطريق أمام مثول أفراد الجيش المشتبه بتورطهم في انقلابات أمام محاكم مدنية لأول مرة.
وتتابع أسواق المال التي تشعر بالقلق إزاء الاستقرار السياسي تطورات الخلاف بين حزب العدالة والتنمية والجيش بعد الكشف عن تقرير الصحيفة.
وأطاح الجيش في تركيا بأربع حكومات خلال الخمسين عاما الماضية لكن تأثيره في الحياة العامة اخذ في الانحسار اذ تدفع أنقرة باتجاه تنفيذ إصلاحات لتلبية المعايير المطلوبة للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي.
وعقد زعماء الحكومة وقادة من الجيش من بينهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ورئيس الاركان ايلكر باسبوج اجتماعا يوم الثلاثاء استمر سبع ساعات لنزع فتيل التوتر بين الجانبين.
وتجرى محاكمة ما يقرب من 140 شخصا بالفعل في هذه القضية المستمرة منذ عامين. وقال منتقدون للحكومة ان التحقيق يأتي في اطار حملة قمع ضد معارضي الحزب.