وقعت بريطانيا اتفاقًا مع البحرين؛ لإقامة قاعدة بحرية لها في المملكة الخليجية، التي ستصبح أول قاعدة عسكرية بريطانية في الشرق الأوسط منذ انسحاب بريطانيا من المنطقة عام 1971، في الوقت الذي تشهد فيه المنامة حالةً من الاحتقان والتوتر، بين السلطات البحرينية، والمعارضة في البلاد "حركة الوفاق الوطني"، التي قاطعت الانتخابات البرلمانية، وشككت في نسبة المشاركة فيها، وقالت إنها لم تتجاوز ال30%، في حين قالت الحكومة إن المشاركة تجاوزت ال52%، فهل جاء الاتفاق البريطاني-البحريني استعانة من المنامة بقوة دولية ثانية -إضافة للأسطول الأمريكي- لحمايتها من أي تطورات أو تقلبات، وذلك كما حدث في تظاهرات ميدان اللؤلؤة، ونتج عن ذلك تدخل قوات سعودية تحت ستار "درع الجزيرة"، لمواجهة المطالب، والتظاهرات الشعبية، أو أي تدخل إقليمي في ظل التوترات، وتبادل الاتهامات بين المنامة وطهران؟ مواجهة الخطر على الأنظمة الملكية وعن الاتفاق البريطاني-البحريني، قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون،:" إن هذه الخطوة ستساعد أسطول بلاده على تعزيز الاستقرار في منطقة الخليج"، وأضاف فالون: "سيتم الآن تمركزنا من جديد في الخليج على المدى البعيد"، فيما قالت مصادر إعلامية إن "التوصل إلى هذا الاتفاق يأتي في وقت تواجه فيه الأنظمة الملكية في الخليج خطرًا متزايدًا من قبل التنظيمات المتشددة"، وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنه "بموجب هذه الاتفاقية سيتم تحسين المنشآت الموجودة في ميناء سلمان في البحرين؛ حيث توجد أربع سفن حربية بريطانية صائدة للألغام بشكل دائم". وتستخدم هذه القاعدة أيضًا لدعم المدمرات، والفرقاطات البريطانية في الخليج، وسيتم توسيع تلك القاعدة؛ كي تشمل قاعدة عمليات جديدة متقدمة، ومكانًا لتخزين المعدات للعمليات البحرية، وإيواء أفراد البحرية الملكية البريطانية. قاعدة للأسطول الخامس يذكر أن البحرين يوجد بها قاعدة للأسطول الخامس الأمريكي، هو أسطول تابع لسلاح البحرية الأمريكي، يتخذ من المياه الإقليمية المقابلة للبحرين قاعدةً له، ويصفه خبراء أمريكيون بأنه "أكثر الأساطيل الأمريكية الاستراتيجية أهميةً في منطقة الخليج العربي"، وتُعد مملكة البحرين من أقدم الدول العربية التي أقامت تعاونًا عسكريًا مع الولاياتالمتحدة، وبعد حرب الخليج الثانية، وتحديدًا بتاريخ 27 أكتوبر 1991، وقعت المنامة وواشنطن اتفاقًا عرف باسم "التعاون الدفاعي"، ومنذ 1993 أصبحت القيادة المركزية للبحرية الأمريكية مقيمة في البحرين، ومنذ يوليو استضافت البحرين الأسطول الأمريكي الخامس. حاملة طائرات أمريكية ويضم الأسطول الخامس حاملة طائرات أمريكية، وعددًا من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية، وأكثر من سبعين مقاتلة، إضافة لقاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزويد بالوقود، وتشير تقديرات سابقة إلى أن عدد البحارة الأمريكيين المتمركزين في البحرين نحو 3500 بحارًا، فيما يقدر عدد السفن التابعة لسلاح البحرية الأمريكي، والراسية في البحرين ب17 سفينة، وتتلخص مهمة الأسطول الأساسية في تأمين إمدادات النفط من الخليج إلى الأسواق العالمية، ومراقبة إيران عن قرب، والإشراف على عمليات في الخليج العربي، وخليج عمان، والبحر الأحمر، وأجزاء من المحيط الهندي، كما يشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية في كل من العراق، وأفغانستان. ميناء سلمان ومنذ أواسط عام 2008 بدأ الأسطول بتوسيع قاعدته في البحرين، وتحديدًا في ميناء سلمان شرق العاصمة المنامة، على مساحة سبعين فدانًا، بتكلفة تقدر بحوالي 580 مليون دولار، وتستكمل في 2015، وتتضمن التوسعة الجديدة التي تنفذها وتشرف عليها قيادة الهندسة في البحرية الأمريكية، -التي تتخذ من نابولي في إيطاليا مقرًا لها- مرافق عديدة، بينها مركز عمليات وميناء ومساكن للأفراد، ومبانٍ إدارية وغيرها، ومع اندلاع الاحتجاجات العربية، وانتقالها إلى البحرين أواخر 2011 عبرت الإدارة الأمريكية عن قلقها، وأعلنت أن "الأسطول الخامس يراقب الموقف بدقة". حوار المنامة وجاء اتفاق بريطانيا مع البحرين لإقامة قاعدة بحرية لها في البحرين في وقت افتتاح فعاليات المنتدى العاشر ل"حوار المنامة"، الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، بالتعاون مع وزارة الخارجية، وتستضيفه مملكة البحرين، وشارك في المنتدى الذي استمر 3 أيام، عددٌ من وزراء الخارجية، والدفاع، ومسؤولي الأمن في عدد من دول العالم، من بينهم جون بيرد، وزير خارجية كندا، وجان إيف لودريان وزير الدفاع الفرنسي، وإبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي، ونزار بن عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية بالسعودية، وفيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني، ومايكل فالون وزير الدفاع البريطاني.