القاهرة - أعلنت وزارة النقل حالة الطوارئ القصوى فى جميع موانئ البحر الأحمر لمواجهة مرض أنفلونزا الخنازير، استعداداً لبدء موسم عودة المصريين العائدين من دول الخليج، وموسم العمرة الذي يشهد ذروته الشهر المقبل. وقامت موانئ سفاجا والغردقةوالسويس ونويبع بتركيب أجهزة كشف حراري للكشف على جميع الركاب بمن فيهم الأطقم البحرية والأمنية للعبارات دون استثناء، فيما قامت وزارة الصحة بتخصيص فرق طبية للكشف على الركاب الوافدين، والتعامل مع الحالات المشتبه فى إصابتها بالفيروس.
حيث يتم الكشف والمتابعة على الركاب القادمين من المملكة العربية السعودية ودول الخليج عبر الخط الملاحي سفاجا – ضبا، ويتم إخضاعهم «دون استثناء» لجهاز الكشف الحراري الموجود داخل إحدى الحاويات، بينما تخضع العبارات إلى عمليات تطهير واسعة.
وقال الربان محمود عبد الخالق، نائب مدير ميناء سفاجا: «إن المينافيستو (وهو الإخطار الذي يصل من ميناء السفر إلى ميناء الوصول، والذي يتضمن جميع البيانات المتعلقة بالركاب والبضائع والسيارات التي تحملها العبارة) يصل إلى الميناء قبل وصول العبارة بمدة كافية نقوم خلالها بضبط وتجهيز جهاز الكشف الحراري عن طريق الفريق الطبي، وبمجرد رسو العبارة نمنع اختلاط أي موظف من إدارة الميناء بالركاب المسافرين أو الطاقم البحري أو الأمني، إلا بعد أن يمروا على أجهزة الكشف الحراري»، مشدداً على أن كل من يأتي إلى الميناء على متن العبارات سواسية أمام جهاز الكشف الحراري.
وأضاف عبد الخالق «تم تجهيز جهاز الكشف الحراري داخل إحدى الحاويات، وتم تزويده بأجهزة التكييف اللازمة حتى لا تؤثر حرارة الجو الشديدة على قياس درجة حرارة جسم الراكب، ويترتب عليه وضعه فى دائرة الاشتباه، وخاصة مع العبارات التي ترسو فى أوقات الظهيرة.
وقال اللواء حسين الهرميل، رئيس شركة القاهرة للملاحة الوطنية، المملوكة لوزارة النقل: «يتم تطهير العبارات بالكلور والفنيك قبل مغادرتها لأن فيروس الأنفلونزا بشكل عام يعيش على جميع الأجسام، وتحسباً لأي عارض يتم تطهير جميع الكراسي والجراج بشكل مركز».
وأضاف الهرميل: «إن عملية التطهير تستغرق ساعتين تشمل جميع أنحاء العبارة، كما يقوم طبيب العبارة بالكشف على الركاب مجاناً وفى حالة وجود أى عوارض لأى مرض تصرف الأدوية مجاناً، هى إجراءات عادية نراعيها مع الركاب، بينما فى حالة الطوارئ التى نعيشها حالياً يقوم طبيب العبارة بالكشف على جميع من على متنها، وإعداد تقرير شامل عن الوضع الصحي للركاب والأطقم، ليقدمه لمسؤولى الميناء قبل نزول الركاب».
وقال الدكتور عماد خيرالله، طبيب الحجر الصحي بميناء سفاجا: «إن عملية الكشف على ركاب العبارة تمر بعدة مراحل، أولها الإطلاع على كروت الركاب ومعرفة الدول القادمين منها، ثم الإطلاع على تقرير طبيب المركب، وبعد ذلك نقوم بالكشف الحراري على جميع الركاب دون استثناء بمن فيهم الأطقم البحرية والأمنية»، مشيراً إلى أنه فى حالة ظهور أى أعراض أنفلونزا على شخص يتم نقله إلى مستشفى حميات الغردقة، وإخضاعه للتحاليل.
ولفت خيرالله إلى أن عملية الكشف على ركاب العبارة لا تستغرق ساعة وبحد أقصى 90 دقيقة إذا كانت العبارة كاملة العدد.
وقال اللواء ممدوح دراز، رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر: «إن حركة الركاب والسائحين عبر موانئ البحر الأحمر شهدت كثافة عالية، حيث بلغ خلال شهر مايو الماضى 103 آلاف راكب انتقلوا عبر موانئ سفاجا، الغردقة، نويبع، على متن 148 رحلة عبارة، منهم 26 ألف معتمر.
وأضاف دراز: «كما وصل وغادر تلك الموانئ نحو 38 ألف سائح على متن 91 رحلة سياحية، دون أن تسجل أجهزة الموانئ أى حالة اشتباه»، مؤكداً أن هناك تعليمات إلى جميع المرشدين فى الموانئ بارتداء الأقنعة الواقية أثناء عملية إرشاد العبارة أو التفتيش عليها.
وتابع: «إن الميناء تلقى تعليمات واضحة من المهندس محمد منصور، وزير النقل، برفع حالة الطوارئ القصوى لمنع دخول أنفلونزا الخنازير عبر الموانئ المصرية، كما تم تشديد التعليمات لجميع المرشدين بأن يأخذوا جميع الاحتياطات أثناء صعودهم على ظهر السفن وأن يكونوا مرتدين الأقنعة الواقية.
من ناحية أخرى أكد المهندس محمد منصور، وزير النقل، أن عدد العبارات العاملة بين موانئ البحر الأحمر(سفاجا الغردقة نويبع)، وموانئ السعودية (جدة ينبع ضبا)، والأردن (العقبة)، بلغ 18 عبارة، تنقل 13 ألفاً و500 راكب و150 شاحنة يومياً، لافتاً إلى أن الموانئ الثلاثة تستقبل 3 ملايين راكب سنويا، ما بين معتمرين وحجاج وعاملين وسائحين.
وقال الوزير «هذه الأعداد الضخمة تحتاج إلى تيقظ واستعدادات قصوى من جميع الأجهزة فى الموانئ، خاصة لمكافحة فيروس أنفلونزا الخنازير».
وأضاف: «يتم التنسيق على مدار الساعة مع جميع الجهات الصحية فى محافظات السويس وجنوب سيناء والبحر الأحمر،استعداداً لاستقبال العمال المصريين العائدين من أعمالهم من دول الخليج والتنبيه على الجهات المعنية داخل الموانئ (الجمارك الجوازات شرطة الميناء الرقابة على الواردات) لسرعة إنهاء إجراءات السفر والوصول لمنع حدوث أى تكدس محتمل بين الركاب والمعتمرين، وذلك فى إطار عمل اللجنة العليا لمتابعة العمرة».