لم تشأ السلطة الانقلابية، أن تعكنن على ممثليها وممثلاتها، وتقوم بإلغاء ما يسمي بمهرجان القاهرة السينمائي, الذي لم يعد له معني أصلا بعد انتهاء السينما المصرية, فضلا عن الظروف التي تمر بها مصر, والحزن الذي دخل كل البيوت جراء استشهاد الكثيرين من أبناء مصر سواء بالجيش أو المدنيين من المتظاهرين؛ لتثبت السلطة الانقلابية. إن أهل الفن عندها أهم ألف مرة من أهل النكد طبعا من المصريين الذين يحزنون على بعضهم البعض.. مالها بقي السلطة التي تريد أن تفرح وتفرفش مع فنانيها وفناناتها؟! السلطة الانقلابية يزعجها رؤية أحزان أهالي الضحايا المتفحمين في حادث أتوبيس البحيرة, بينما يسعدها طبعا رؤية ليلى علوي بشكلها الجديد بعد الشد والخبط والرزع، حتى يصير الفيل غزالا.. والغزلان أيضا تموت يا ليلى!! السلطة الانقلابية التي هدمت بيوت أهالي سيناء، وشردت الأطفال والنساء؛ حتى قال تقرير على إحدى الفضائيات: "إن بعض الأسر تنام في هذا البرد تحت بعض أشجار الزيتون التي لم يطلها بعد بلدوزر الانقلاب!! بينما فنانات السيسي اللواتي سبق اشتراكهن في حملته الانتخابية - كما سموها - أمثال ليلى علوي، وإلهام شاهين، ويسرا, وغيرهن؛ يتمخطرن ويتراقصن فوق السجادة الحمراء أمام العدسات اللاهثة نحو الأجساد العارية؛ لنُري العالم أن مصر على ما يرام, وما زالت عند ظن العالم بها من رقص وانحلال وفن هابط، لم يستطع رغم استهلاكه لجسد المرأة وتعريتها في جميع أفلامه، أن يقدم فيلما واحدا يصلح لأن يدخل في أي مهرجان سينمائي.. فمفهومهم عن الفن أنه يعني خلع الملابس!! ما بين قاهرة المهرجان السينمائي العاري، وقهر أهالي سيناء، علاقة تكشف مفهوم السلطة الانقلابية في نظرتها للمواطن المصري، أكاد أجزم أن النظرة لفقراء مصر عند المتمرغين في وحل السلطة أنهم ليسوا بشرا.. بل هم بقايا أغنياء. الناس في سيناء لا يجدون مأوى لهم بعد تعريتهم وتركهم في عراء الصحراء بجريمة التهجير وهدم منازلهم، وفنانات الانقلاب يتعرين؛ من أجل الموضة مع تصفيق حاد من إعلام الانقلاب. رأيت ابنة محمد الغيطي، وهو يصطحبها مزهوا فوق السجادة الملعونة.. الغيطي الذي سبق أن اتهم معتصمات رابعة بأنهن راقصات, وأنهن وأنهن!! ولا أدري إن كانت صورته مع ابنته قد أتت بلمحة قَدَريّة؛ لتبرهن من هن الراقصات بحق؛ لتقول له الصورة اخجل من نفسك، ولا تدعي على الحرائر بأنهن راقصات يا...!! جاء مهرجان القاهرة السينمائي؛ ليجمع العرايا في ركن واحد.. كما جمع الضحايا والحزانى والثكالى في ركن قصي. وما بين مصر مهرجان القاهرة، ومصر سيناء.. سلطة تعيش على الدم والرقص!! وما بين القاهرةوسيناء مسافة طويلة جدا, كالمسافة بين الإنسان الحق، وبين المسخ الذي يريد الانقلاب أن يؤصله في مصر. ولسوف يزول مسخ الانقلاب والانقلاب ذاته.. ويبقى الإنسان.