طهران - بدأ الرئيس الإيراني المنتهية ولايته المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد السبت 13-6-2009 متجها الى تحقيق فوز كاسح من الدورة الأولى في الانتخابات الرئاسية التي جرت الجمعة، على الرغم من الاتهامات التي ساقها منافسه الرئيسي المحافظ المعتدل مير حسين موسوي بحصول مخالفات، والانقسامات بشأن مستقبل البلاد. ومن المقرر ان تعلن وزارة الداخلية خلال النهار الفوز الساحق لاحمدي نجاد في الانتخابات التي جرت الجمعة وشهدت إقبالا كثيفا غير مسبوق في تاريخ الجمهورية الإسلامية.
وبحسب آخر الأرقام المتوفرة والتي سجلت عند الساعة 02,22 بتوقيت غرينتش، فقد حصل احمدي نجاد على 68,8% من الأصوات بعد فرز 87% من صناديق الاقتراع، وحصل بالتالي على أكثر من 9,5 ملايين صوت زيادة عن منافسه الرئيس المحافظ المعتدل مير حسين موسوي الذي لم تزد نسبة الأصوات التي حصل عليها عن 32,6%.
ونقلت وكالة مهر للانباء عن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي قدخدائي قوله ان "نسبة المشاركة تجاوزت عتبة ال82%".
هذا وجرت صدامات في طهران بين الشرطة ومناصرين لمير حسين موسوي بعد اعلان النتائج الاوليةالتي بينت تقدم نجاد.
وهتف مناصرو موسوي المجتمعون أمام المقر العام لحملة مرشحهم "لقد أفلسوا البلاد ويريدون إلحاق المزيد من الإفلاس بها خلال السنوات الأربع القادمة"، بينما كانت الشرطة تحاول تفريقهم بضربهم بالعصي وركلهم بالأرجل.
وصرخوا "سنبقى هنا وسنموت هنا" بينما تلقت امرأة ضربة بالعصا على ظهرها من شرطي. وقالت امرأة أخرى "أخشى أن يكونوا قد تلاعبوا بأصوات الشعب".
كما طلبت الشرطة من أصحاب المحال التجارية المجاورة إغلاق متاجرهم.
من جهته قال علي اكبر جوانفكر المستشار الإعلامي للرئيس المنتهية ولايته ان "نسبة مشاركة الناخبين غير مسبوقة تظهر دعم الإيرانيين وثقتهم بنظام الجمهورية الإسلامية وثقتهم بالمرشد الأعلى" آية الله علي خامنئي.
وصرح مجتبى سماره هاشمي المسؤول عن حملة احمدي نجاد في تصريح نشرته السبت وكالة فارس للأنباء، إن "الفارق بين عدد الأصوات التي حصل عليها احمدي نجاد وتلك التي حصل عليها منافسوه يعني إن أي شك في فوزه سيعتبره الرأي العام شكلا من إشكال المزاح".
ودافع التلفزيون الرسمي عن شرعية الانتخابات عبر بث آراء للناخبين التقطها الجمعة وتدعو جميعها الى ضرورة احترام نتائج الانتخابات.
وكان موسوي ندد منذ مساء الجمعة بما اعتبره تلاعبا بالنتائج وانتهاكات اعترت العملية الانتخابية في وقت كان من المفترض ان تعزز المشاركة الكثيفة حظوظه بالفوز.
وقالت تقارير صحفية إنه من المقرر ان يعقد موسوي مؤتمرا صحافيا عند الساعة 09,30 تغ.
وسادت أجواء من التوتر المقر الرئيسي لحملته الانتخابية الواقع على مقربة من وزارة الداخلية حيث طوقت اعداد كثيفة من الشرطة المئات من أنصاره الذين أطلقوا هتافات منددة باحمدي نجاد، سرعات ما تطورت إلى صدامات مع الشرطة.
وبحسب وكالة الإنباء الرسمية ايرنا فان اي تجمع لمناصري اي مرشح ممنوع.
أما المرشحان الباقيان الإصلاحي مهدي كروبي والمحافظ محسن رضائي، فحاز كل متهما على اقل من 2% من الأصوات.
وعنونت صحيفة كلام سابز التابعة لموسوي "الحضور الأخضر للشعب أصبح حاسما للمستقبل"، علما إن اللون الأخضر هو شعار حملة موسوي.
بالمقابل عنونت صحيفة كيهان الداعمة لاحمدي نجاد "الشعب رضخ للمرشد وقال كلمته".
وكان موسوي (67 عاما) أعلن بعيد إغلاق صناديق الاقتراع فوزه بالانتخابات و"بفارق كبير".
غير إن وكالة الأنباء الرسمية ما لبثت أن أعلنت فوز احمدي نجاد (52 عاما).
وقال موسوي ان فرق حملته "لاحظت في بعض المدن مثل شيراز واصفهان وطهران وجود عدد غير كاف من بطاقات الاقتراع.بعض مقارنا هوجمت. سالاحق وبدعم من الشعب الذين يقفون وراء هذه الأعمال غير القانونية".
وجرت الحملة الانتخابية في أجواء من المنافسة الحادة بين المرشحين، وفي أجواء احتفالية أيضا لا سابق لها منذ انتصار الثورة الإسلامية قبل ثلاثين عاما.
كما عكست الانقسامات العميقة بشأن مستقبل إيران بعد أربعة أعوام من رئاسة احمدي نجاد.