كررت الدول الأعضاء في الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) دعمها للحكومة الانتقالية الصومالية في افتتاح اجتماع طارئ في أديس أبابا خصص لبحث الوضع في الصومال. وقال السكرتير التنفيذي لإيغاد محبوب معلم أن ما يحصل "لم يعد حربا بين الصوماليين، بل حربا ضد الصومال، حربا ضدنا جميعا". ويأتي هذا الاجتماع فيما يشن المسلحون الإسلاميون منذ السابع من مايو هجوما واسعا على مقديشو. وأفاد شهود أن قوات إثيوبية داخلت الأراضي الصومالية بعد أربعة أشهر من انسحابها الكامل، الأمر الذي نفته أديس أبابا. وأكد وزير الخارجية الإثيوبي سيوم مسفين أن "المتطرفين لا يهمهم السلام. إن أجندتهم لا علاقة لها بالاستقرار في الصومال وخطتهم تتجاوز الصومال"، ملاحظا أن "المتمردين (يبدون) أقوياء لأن الحكومة ضعيفة". من جهته، اعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ أن "العنف بلغ مقديشو في مستوى غير مسبوق". وإذ رحب بجهود الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد لتوسيع قاعدة حكومته، أعرب عن أسفه ل"تصميم المتمردين، المدربين والممولين والمسلحين من جانب مصادر في الخارج، على تعطيل عملية السلام". واقترح الممثل الخاص للأمم المتحدة في الصومال أحمد ولد عبدالله على إيغاد أن تتخذ ست خطوات ملموسة، وخصوصا "إدانة كل ما يشكل تهديدا للسلام في الصومال من أفراد ودول، داخل البلاد وخارجها، واتخاذ تدابير بحقهم". وتضم إيغاد حاليا ست دول هي أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا والسودان والصومال. وأفادت المفوضية العليا للاجئين للأمم المتحدة أمس أن حوالى 43 ألف شخص فروا خلال الاثني عشر يوما الماضية من المعارك الدائرة رحاها في مقديشو إلى خارج العاصمة الصومالية أو الدول المجاورة. وأعلن الناطق باسم المفوضية رون ريدموند في مؤتمر صحافي في جنيف أن "عددا كبيرا من اللاجئين يتوجه عبر ممر إلى أفقوي جنوب غرب مقديشو لينضموا إلى المقيمين في مخيمات مرتجلة" تأوي 400 ألف شخص. وأضاف أن لاجئين آخرين لم يتمكنوا من قطع الثلاثين كلم التي تفصل مقديشو عن تلك المخيمات، لجأوا إلى بلدات "آمنة نسبيا" في دهركينلي ودينينلي.ونظرا لعدد اللاجئين المتزايد تتوقع المفوضية إرسال خيام وغيرها من المستلزمات لنحو مائة ألف شخص في مخيمات أفقوي بشمال غرب مقديشو فورا، لكن عدد النازحين يتزايد أيضا "يوميا في الدول المجاورة مثل اليمن وكينيا. وبلغ عدد الصوماليين اللاجئين إلى كينيا نحو 273 ألفا معظمهم في مخيم دداب في شمال شرق البلاد حسب المفوضية. ولم تتلق الوكالة الأممية في كينيا سوى 16,5 مليون دولار من أصل 91,6 مليون (67,1 مليون يورو) طلبت بها للإشراف على مخيم داب.