قال "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن الحاضنة الشعبية الكبيرة هي السبب في انتصار المقاومة في غزة، مشدداً على أن المقاومة انتصرت أخلاقيًا على الاحتلال، وأن عملياتها كانت ردًا على جرائمه، بينما كانت دولة الاحتلال تتفنن في قتل الأبرياء. وأكد مشعل في مؤتمر صحفي مساء الخميس (28-8) في العاصمة القطريةالدوحة:" المعركة شكلت إفشال جديد لنظرية الردع وكي الوعي الصهيوني, والمعركة ضربت نظرية الجيش الصهيوني الذي لا يقهر"، مشيرا إلى أن المقاومة في غزة "حققت معادلة توازن الرعب والألم والأمن المفقود المتبادل ". وبين مشعل في مؤتمر صحفى عقده، مساء اليوم الخميس (28-8)، في العاصمة القطريةالدوحة، أن قادة الاحتلال يبحثون عن نصر موهوم في حرب غزة، مشدداً على أن معركة العصف المأكول ليست نهاية المطاف وهي محطة مهمة على طريق التحرير. ورأى مشعل أن كتائب المقاومة في غزة وعلى رأسها كتائب القسام بما صنعته في معركة غزة هي اليوم في عيون شعبنا في الداخل والخارج ولدى الأمة وتمثل نواة جيش الدفاع والتحرير الفلسطيني. وأضاف أن معركة غزة عززت الأمل وقربتنا من الهدف واختصرت إلى القدس والأقصى ومقدساتنا ولا بد من العمل بكل الطاقة الفلسطينية والعربية والإسلامية . وقال مشعل: " لا نستهين بعدونا ونعلم أن الكيان مدعوم دوليا ومتقدم عسكريا لكن الواقعية لا تعني تقزيم أحلامنا لأن من يرضى بالقليل لن يحصل على القليل ". ورأى أن من أبرز أوجه معركة غزة إفشال جديد لنظرية الردع وكي الوعي، والتفوق في صراع الإرادات وضرب زمام المبادرة للاحتلال، إلى جانب نقل المعركة في أرض الخصم داخل الأراضي المحتلة ما جعل جبهته الداخلية غير آمنة في وقت ضعفت قدرته الاستخبارية. وأكد مشعل أن معركة غزة أعادت الاعتبار من جديد لخيار المقاومة وترسيخ الثقة به والرهان عليه، في وقت باتت فيه دولة الكيان عبئاً ثقيلاً على يهود العالم، وخسرت صورتها من ناحية تصوير نفسها على أنها ضحية، ومن ناحية القوة بتصوير نفسها دولة لا تقهر وأنها واحة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وأشار إلى أن معركة غزة دمرت كثيرا من أركان النفسية الصهيونية في ظل أن غالبية الصهاينة يقرون بالفشل فيما قيادتهم عاجزة عن الترويج لنصر موهوم. وشدد على أنه لا أمن مع الاحتلال والاستيطان وأن العدالة الفلسطينية أقوى من باطل الاحتلال حتى لو كان مدججا بالسلاح. وبشأن ما تحقق من مطالب للمقاومة في اتفاق وقف إطلاق النار، قال مشعل إن " المقاومة حققت جزء مهما من مطالبها لأن حسابات قيادة المقاومة والوفد الفلسطيني الموحد تراوحت بين أمانة الدفاع عن مطالب شعبنا وبين حجم الجريمة والدمار الذي يرتكبه الاحتلال وهو ما دفع إلى التصرف بمسئولية أدى لانتزاع ما تحقق من رفع للحصار". وأضاف أن " مطالب الميناء والمطار وتبادل الأسرى مسار ماضون فيه ولن نتوقف حتى يتم انتزاع كل المطالب وفي مقدمتها المطل الرئيسي بإنهاء الاحتلال". إلى ذلك تعهد مشعل بالمسارعة في بناء ما هدم والتعجيل في الإيواء والإعمار وعلاج الجرحى، مؤكدا أن ذلك "واجبنا وواجب حكومة الوفاق التي نقف معها صفا واحد للقيام بذلك، وهو كذلك واجب عربي وإسلامي والعالم الحر". وحيا قادة الفصائل والمقاومة جميعا في قطاع غزة "الذين أحسنوا الاستعداد للمعركة وصناعة النصر فيها وتحملوا الكثير في سبيل ذلك "، مشيرا إلى أن الإعداد والتجهيز لمعركة الاحتلال استمر أعوام وعلى مدار الساعة وتضمنت تخطيطا احترافيا في التنفيذ والجاهزية. ولفت إلى ان نخبة حيش الاحتلال لم تصمد أمام نخبة المقاومين الفلسطينيين وجرى كشف عدم كفاءتهم. وقال إن من إبداعات المقاومة العظيمة ونصر غزة رسوخ الوحدة الوطنية والتلاحم الشعبي ووحدة الأرض والشعب، رغم أن الهدف الأساسي للعدوان كان تقويض تفاهمات تشكيل حكومة الوفاق الوطني. وأكد مشعل أن "الحرب على غزة فرضت علينا بعد فشل حصار استمر أكثر من سبعة أعوام"، مشيرا إلى أن قادة الاحتلال يبحثون بعد 51 يوما من العدوان عن نصر موهوم بعد هزيمتهم على أيدي المقاومة الفلسطينية. إلى ذلك دعا مشعل إلى الإسراع في برنامج إغاثي وسرعة الإعمار والإيواء وتكريس صور رفع حصار غزة، مشددا على أن سلاح المقاومة هو الضمان لتحقيق ذلك. وحث مصر على فتح معبر رفح باعتبار ذلك واجب الجوار والإخوة. كما دعا إلى سرعة إتمام المصالحة بكل ملفاتها انطلاقا من قاعدة الشراكة في الحرب والسلام والقرار السياسي، وسرعة عمل حكومة الوفاق في غزة كما في الضفة الغربية وتحمل كافة مسئولياتها. وشدد مشعل على أن "المقاومة وسلاحها مقدس باعتبارها ايقونة الشعب ودرعه الحامي وطريقه للتحرير ولا مجال لإدخال في دائرة التجاذب والسياسي الداخلي فلا سياسية بدون مقاومة وسلاح ". ودعا الأمتين العربية والإسلامية إلى مشاركة غزة نصرها وتعزيز مقاومتها. وفي رسالته للغرب قال مشعل إن "جوهر الصراع هو الاحتلال والاستيطان ومعركة غزة لا تقف عند رفع الحصار والمطلب الرئيسي للفلسطينيين هو دولة مستقلهم لهم وانتهاء أخر احتلال في العالم وإن لم يتم تمكينهم من ذلك بالسياسية سينتزعونه بالقوة ". ووجه الشكر إلى دول الأمة وأحرار العالم ودول أمريكا اللاتينية وإلى قطر وأميرها الشيخ تميم بن حمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس التونسي عبد المنصف المرزوقي.