يقيم "عمر أبو نمر"، و"هبة فياض"، في مركزي "إيواء"، حيث يقيم العريس "أبو نمر"، في مدرسة في مخيم الشاطيء (غرب مدينة غزة)، فيما تقيم العروس "فياض"، في مدرسة في بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، بعد أن هدم الجيش الإسرائيلي منزلي عائلتهما. لكن الشابان، قررا اتخاذ خطوة جريئة، وإقامة حفل الزفاف، رغم أجواء الحزن والكآبة المخيمة على قطاع غزة. وأقيم حفلا لزفاف عمر أبو نمر (31 عاما)، وعروسه هبة فياض (24 عاما)، داخل مركز إيواء للنازحين، يقع في مدرسة تابعة لوكالة "أونروا"، في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. ورَعت وكالة "أونروا" التى أقامت الحوار معهم حفل الزفاف، حيث حضر وفدا من مسؤوليها، يتقدمهم عدنان أبو حسنة، مدير الإعلام في الوكالة. وتمكن الحضور من اختلاس لحظات من "الفرحة"، رغم مظاهر الحزن، حيث علا قرع الطبول، والتصفيق، وأطلقت النساء "الزغاريد"، فيما احتفى الحضور بالعروسين، عبر رشهم بالورود. وحجزت وكالة "أونروا" للعروسين، جناحا في فندق "أركميد"، الذي يعد أفخم فنادق قطاع غزة، لمدة أسبوع. ويقول رياض فياض (50 عاما)، والد العروس، في حديث مع وكالة الأناضول: "عقدت قران ابنتي البكر بهذه الطريقة رغبة في استمرار الحياة التي لن تتوقف عند بيت قصف، أو عائلة شردت". ويضيف: "حياتنا سنستكملها بشكلها الطبيعي ولقد زوجت ابنتي اليوم لأقول لإسرائيل أنه مهما فعلت لن تمنعنا من استكمال حياتنا". ويتابع: "كان من المقرر أن يكون عرس ابنتي (هبة) في شهر (سبتمبر/ أيلول القادم) ولكن هدم البيت وتشريد العائلة، جعلنا نقيم العرس في هذا الوقت كنوع من التحدي لرغبة الاحتلال بتعطيل حياتنا". وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة، تسببت في سقوط 1955 قتيلاً فلسطينياً، وإصابة قرابة عشرة آلاف آخرين، فضلاً عن تدمير وتضرر 38086 منزلاً سكنيًا، ومقرات حكومية، ومواقع عسكرية في غزة، بحسب أرقام رسمية فلسطينية. وتسببت الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، بتشريد ونزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين. وبدأ سريان تهدئة مؤقتة اقترحتها مصر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لمدة 72 ساعة مع بداية يوم الاثنين الماضي، على أمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار عبر مفاوضات غير مباشرة في القاهرة.