طالب مشروع قانون في مجلس النواب الأمريكي الولاياتالمتحدة بحظر تقديم أية مساعدات عسكرية أمريكية لمصر، وتحويل المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة لمصر إلى مساعدات اقتصادية لا تستفيد منها القوات المسلحة المصرية. هذا ويطالب مشروع القانون بإخضاع المعونة الاقتصادية لمصر لرقابة مباشرة من "المراقب المالي العام الأمريكي". وحمل القانون، الذي تقدم به النائب اليهودي الديمقراطي أنتوني وينر الكونجرس الذي يمثل ولاية نيويورك، رقم 696 في مجلس النواب، وتمت إحالته للجنة الشئون الخارجية بالمجلس تحت اسم "قانون الإصلاح السياسي ومكافحة الإرهاب في مصر". ويطالب القانون الذي حصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك على نصه الكامل، يطالب الكونجرس ب"حظر تقديم أية مساعدات عسكرية أمريكية لمصر في السنة المالية 2010، والسنوات المالية التي تليها، بغض النظر عن أية قوانين أخرى". ويقترح القانون تقديم نفس مقدار المساعدات المقدمة لمصر، ولكن في صورة "صندوق دعم للمساعدات الاقتصادية" بدلا من المساعدات العسكرية. كما يحظر مشروع القانون على "القوات المسلحة المصرية استخدام أموال مساعدات صندوق دعم المساعدات الاقتصادية المقدمة لمصر". لكن مشروع القانون يمنح الحق للرئيس الأمريكي بتعليق تنفيذ القانون في أي سنة مالية "إذا قرر الرئيس وشهد أمام الكونجرس بأنه من مصلحة الأمن القومي الأمريكي القيام بهذا" وطالب القانون باستمرار تنفيذ الاتفاق بين الولاياتالمتحدة ومصر وإسرائيل بتخفيض مقدار المساعدات الأمريكية المقدمة لكلا البلدين، وهي المساعدات التي بدأت الولاياتالمتحدة تقديمها منذ اتفاقية السلام بين البلدين في 1978. وتجدر الإشارة إلى أن المساعدات العسكرية الأمريكية الحالية لإسرائيل تبلغ 3 بليون دولار وهو رقم يزيد عن إجمالي المساعدات الأمريكية لمصر والأردن ولبنان ودول عربية أخرى صديقة للولايات المتحدة مجتمعة. وكان الكونجرس الأمريكي قد أقر في 2007 زيادة حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل خلال عشر سنوات من 2.4 بليون دولار سنويا إلى 3 بليون دولار، أي بإجمالي 30 بليون دولار خلال 10 سنوات. والمعروف أن النائب وينر هو نائب يهودي متشدد اعتاد ممارسة ضغوط على مصر في فترات مناقشة المساعدات الأمريكية للقاهرة. هذا وتتعرض مصر لحملة من متشددين يهود أمريكيين وأصدقاء إسرائيل يطالبون فيها باقتطاع جزء من المعونة العسكرية لمصر في تسيير دوريات عسكرية رقابية على حدود مصر وغزة وإلا قامت واشنطن بمنع المعونة الأمريكية عن مصر تحت ذريعة أن القاهرة لا تقوم بما عليها من اجل إغلاق أنفاق تدعي إسرائيل أنها تستخدم في تهريب معونات ومواد تموينية وأسلحة للفلسطينيين في قطاع غزة. حيث قالت جريدة "انفسترز بزينس ديلي"، أو يومية أعمال المستثمر، التي تصدر من منطقة واشنطن العاصمة الأسبوع الماضي أن "ستة من ضباط الجيش والمهندسين قاموا بجولة أخيرا في حدود مصر وغزة" . وادعت الجريدة أن حركة المقاومة الإسلامية حماس عادت لعمليات الحفر.. وطالبت الجريدة قائلة:"امنعوا التمويل عن مصر إذا لم تغلق الأنفاق". وذهب الكاتب اليهودي جوناثان شنازر، الذي جاء ضمن سلسلة مقالات ضد مصر، للقول في مقاله بتاريخ 28 يناير:"بدون مساعدة أو بمساعدة يجب على مصر أن تقوم بنشاط بتحديد وتدمير هذه الأنفاق. وإذا لم تفعل فعلى واشنطن أن تدرس إلغاء المعونة المقدرة ب 1.7 بليون دولار".