وجهت الجماعة الإسلامية في مصر دعوة إلى قادة تنظيم القاعدة، وعلى رأسهم أسامة بن لادن، بإعلان هدنة مع الولاياتالمتحدة من طرف واحد مدتها 120 يوما؛ انتظارا لما ستتمخض عنه مواقف الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، وردا على رسالته التي ألمح فيها لتحسين روابط بلاده مع العالم الإسلامي، وقيامه بتأجيل محاكمة معتقلين في جوانتانامو، تمهيدا لإطلاق سراحهم أو محاكمتهم أمام محاكم غير استثنائية. وقال الشيخ عصام دربالة أحد قادة الجماعة في مقال نشر على موقع الجماعة الإلكتروني: " ماذا عليكم لو أعلنتم فترة هدنة من طرف واحد لمدة 120 يوما الأولى من بدء فترة أوباما الرئاسية، والتي يدرس خلالها الرئيس الأمريكي الجديد كل الملفات، ويبدأ في تحديد المواقف واتخاذ القرارات؟، ماذا يضير لو أعلنتم لأوباما ما ترغبون فيه من خير، وقلتم نحن نمد أيدينا بالسلام على أساس المصالح المشتركة وبما يحقق خير البشرية". وأضاف القيادي في الجماعة الإسلامية في مقاله بعنوان: " أوباما رئيساً " رسالة عاجلة إلي تنظيم القاعدة: "إخواني في تنظيم القاعدة، قولوها بلا وجل.. نحن لن نبدأكم قتالا إلا دفاعا عن النفس خلال الأشهر الأربعة القادمة، وفي انتظار المواقف العملية العادلة من أوباما.. ومرحبا بسلام قائم على احترام الهوية الإسلامية وحق شعوبنا في عيشة مستقلة في ظلال عقيدتها وشريعتها، وعلى أساس المصالح المشتركة مع أمريكا والعالم.. قولوها كي نكتشف هل نحن أمام فرصة حقيقية أم ذئب يتخفى في ثياب الحملان، فهل من مجيب؟". وتابع قائلا: "قد تتساءلون أيها الأحبة: هل من جديد في واشنطن؟ وإجابتي: نعم.. هناك جديد حتى لو اختلفنا في تحديد مداه.. ولقد لخص أوباما الأمر في كلمة واحدة في خطاب تنصيبه رئيسا لأمريكا فقال مخاطبا العالم الإسلامي: "نحن في حاجة لطريق جديد". وأوضح الشيخ دربالة أن من بين معالم هذا "الجديد" لدى أوباما ما جاء في قوله: "نحن في حاجة لطريق جديد يقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.. أجيالنا واجهت الشيوعية والفاشية بالحوار والتحالف لا بالحروب والدبابات.. أمريكا لها رسالة سلام في العالم، وأيدينا ممدودة لمن يمد يده بالسلام.. أسعى لسحب القوات الأمريكية من العراق بطريقة سهلة.. أسعى لسلام صعب المنال في أفغانستان". وقال: "إذا ما أضيف لذلك المواقف التي أعلنها من قبل بشأن انتهاج الدبلوماسية بشأن ملف إيران النووي، وعزمه إغلاق جوانتانامو، وطلبه من القضاة تعليق الإجراءات الخاصة بالمعتقلين فيه لمدة أربعة أشهر.. كل هذا يدل على أن هناك جديدا يجب استكشافه، وفرصة تلوح يجب ألا تجهض قبل التأكد من أنها سراب خادع". وتابع دربالة: "إننا لن نذهب إلى حد القول: إن أوباما سوف يعلن الحرب على إسرائيل، أو سيتبنى المطالب الإسلامية بأسرها، أو لن يسعى لتحقيق المصالح الأمريكية.. نحن نطلب تقييم أثر هذه المتغيرات بشكل دقيق كي يتم التعامل معها بشكل صحيح دون إفراط أو تفريط أو إغفال لأثر هذه المتغيرات في القرارات المستقبلية". والجماعة الإسلامية نشأت في مصر أوائل السبعينيات من القرن العشرين ودعت إلى الجهاد لإقامة الدولة الإسلامية، واستخدمت الجماعة أسلوب العنف في مصر ضد السياسيين وقوات الأمن المصري طوال فترة الثمانينيات وفترات متقطعة من التسعينيات، وشاركت قيادات من الجماعة مع قيادات من تنظيم الجهاد المصري وهاجرت إلى أفغانستان في الثمانينيات مع أسامة بن لادن في لتأسيس "الجبهة العالمية لجهاد الصليبيين واليهود" والتي تحولت فيما بعد إلى تنظيم القاعدة، وفي عام 1997 طرحت الجماعة في مصر مبادرة لوقف العنف، ووضعت مراجعات فقهية لأتباعها تنبذ العنف والتطرف.