أمرت إحدى المحاكم القضائية في مدغشقر بحبس رئيس تحرير ومدير تحرير صحيفة، وتقديمهما للمحاكمة بتهمة الإساءة لبعض الوزراء في الحكومة وأبرزهم وزير البنية التحتية والمعدات، وفقًا لما صرّح به رئيس المجمّع الإعلامي هاري لوران راهاجاسون، على خلفية نشر كلمات لبعض القراء في باب “بريد القراء” في الصحيفة تسيء للوزراء. وقال راهاجاسون: إنه “تمّ، في وقت متأخر من بعد الظهر (يوم الاثنين) اعتقال مدير التحرير ورئيس تحرير صحيفة صباح مدغشقر”. ويضمّ المجمّع الإعلامي الذي ينتمي إليه الصحفيون المعتقلون الشركة الملغاشية للإعلام، والمؤسسة الملغاشية للاتصالات، وهو جزء من مجمّع “سوديات” المملوك لرجل أعمال ملغاشي معروف بأنّه من المقرّبين من الرئيس الانتقالي السابق “أندريه راجولينا”، واستمعت الدائرة الجنائية التابعة للشرطة، إلى أقوال الصحفيين، قبل إحالتهما إلى المدّعي العام بالمحكمة الابتدائية في أنتاناناريفو (العاصمة الملغاشية). وأكّد “راهاجاسون” الذي تقلّد خلال الفترة الانتقالية مهامّ وزارة الاتصالات بمدغشقر، أنّ الصحفيين سيحاكمان، معربًا عن استغرابه من “سرعة معالجة هذا الملف”، وأضاف: “على أية حال، هذه هي المرة الأولى في تاريخ جمهورياتنا التي يقع خلالها حبس صحفيين قبل محاكمتهم”. من جهته، أشار وزير البنية التحتية والمعدات والأراضي في مدغشقر ريفو راكوتوفاو، إلى عدم وجود أيّ غرض سياسيّ وراء شكواه. وقال للصحافة: “لقد تفاعلت ليس كوزير وإنّما كمواطن، لأنّه تمّ انتهاك شرفي”، وندّد الوزير بما وصفه ب “الافتراءات التي لا أساس لها من الصحة” والموجّهة ضدّه، ولفت إلى بعض “الهجمات التي تستهدف الأشخاص، وشخصيات البلاد بما في ذلك رئيس الجمهورية (هري راجاوناريممبيانينا)”. وختم الوزير حديثه، طالبًا إفساح المجال للعدالة “المستقلّة لتقوم بعملها”، على حدّ قوله.