عثر على الصحفية الروسية آنا بوليتكوفسكايا مقتولة بعيارات نارية في مدخل البناية التي تقيم فيها وسط موسكو. وبوليتكوفسكايا من أشهر من تخصصوا في مجال الصحافة الاستقصائية ووجهت خبراتها لكشف انتهاكات القوات الروسية في الشيشان. الصحفية كانت تعمل بجريدة نوفايا جازيتا ومعروفة بمعارضتها للكرملين واتهمت كثيرا الجنود الروس بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان. وشرعت مؤخرا في سلسلة تحقيقات ومقالات اتهمت فيها فصائل شيشانية موالية لموسكو بتنفيذ اغتيالات ضد شخصيات شيشانية تعارض الحكومة الموالية لروسيا في جروزني. ورغم الضغوط الحكومية المكثفة واصلت بوليتكوفسكايا انتقاداتها للقوات الروسية ولتعامل الكرملين مع الوضع المتفجر في القوقاز بصفة عامة. وكانت تقاريرها عن الحرب تخضع في معظم الأحيان لتدقيق من جانب أجهزة الأمن وتعرضت للاعتقال عدة مرات وشكت من تعرضها أحيانا للتهديد. وأثار الحادث صدمة لدى أوساط الصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان في روسيا، وسط تأكيدات بأن القتل مرتبط بموقف بوليتكوفسكايا من أزمة الشيشان. وقد طوقت الشرطة الروسية البناية السكنية وبدأت النيابة تحقيقات في الحادث على أساس أنه جريمة قتل عمد.
بوليتكوفسكايا كانت قد تفاوضت مع المسلحين الشيشان الذين احتجزوا المئات بمسرح في موسكو عام 2002 قبل أن تنتهي العملية باقتحام القوات الروسية للمسرح مستخدمة غازا ساما ما أسفر عن مقتل العشرات من المسلحين والرهائن.
وفي عام 2004 لم تتمكن الصحفية من كتابة تقارير عن احتجاز رهائن بمدرسة بيسلان بأوسيتيا الشمالية حيث أصيبت بتسمم إثر تناول بعض الأغذية "الشاكي" على الطائرة التي كانت تقلها إلى هناك. وأنهت القوات الروسية العملية باقتحام قتل فيه نحو330 شخصا ما أثار انتقادات شديدة لقوى الأمن والجيش الروسي. وحصلت الصحفية الروسية على العديد من الجوائز في الخارج لا سيما لتغطيتها حرب الشيشان . ونشرت كتبا عدة ، بينها "رحلة الى الجحيم .. يوميات الشيشان" الذي كان له صدى واسع لدى صدوره في فرنسا عام 2000 ، وصدر لها في الربيع الماضي كتاب بعنوان "روسيا بحسب بوتين".
وهذه ليست الجريمة الولى بحق الصحفيين فى روسيا حيث قتل الصحفي الأميركي بول كليبنيكوف في يوليو عام 2004 رئيس تحرير الطبعة الروسية من مجلة فوربس بأربع رصاصات بينما كان يغادر مكتبه في وسط موسكو ورجحت التحقيقات علاقة الحادث بمحاولة الصحفي الكشف عن عمليات اختلاس محتملة للأموال الروسية المخصصة لإعادة إعمار الشيشان . بعض المراقبين لا يرى غرابة فى الربط بين هذه الجرائم وأعلى سلطة فى روسيا التى يتربع على عرش السلطة فيها الرئيس السابق للمخابرات الروسية .