تظاهر الآلاف من فلسطينيي 48 في بلدة عرعرة، تضامناً مع قطاع غزة، وتنديداً بالمجزرة والمحرقة التي يتعرض لها الفلسطينيون هناك. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورايات حركة "حماس" الخضراء وأخرى سوداء وغطى كثيرون منهم وجوههم بالكوفيات ورددوا شعارات مناهضة للاحتلال. وهتف المتظاهرون "الموت لقتلة الأطفال"، حيث ارتقى أكثر من 350 طفلاً شهيداً في العدوان خلال ثلاثة أسابيع. كما هتف المتظاهرون "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين" و"بالروح بالدم نفديك يا حماس"، و"من غزة حتى جنين شعب واحد ما بيلين"، و"غزة حرة أبية ما بتهاب الفاشية" و"عرب القمة عار عار"، في انتقاد للدول العربية التي رفضت المشاركة في القمة العربية الطارئة حول غزة التي دعت إليها الدوحة. وسار المتظاهرون بخطى بطيئة وسط بلدة عرعرة تحت أنظار أعداد كبيرة من عناصر الشرطة الصهيونية. ونظمت التظاهرة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الأراضي المحتلة سنة 1948، وقال سكرتير اللجنة العليا عبد عنبتاوي أمام المتظاهرين "جئنا نقول موحدين أننا وقفنا وسنقف أمام الإرهاب الإسرائيلي والأمريكي. نحن نقف على بعد بضعة كيلومترات من مفاعل ديمونة ونطالب الحكومة الإسرائيلية بوقف العدوان على غزة". وضاف "هذه معركة فاصلة لوجود الشعب الفلسطيني. لسنا مع أي فصيل فلسطيني، بل مع قضية الشعب الفلسطيني". وتابع "نحن مع شعبنا الفلسطيني، مع حقه في تقريره وفي حريته وفي إقامة دولته. على الإرهابيين الجدد أن يفهموا هم وأمريكا أن تجربة عام 48 لن تتكرر، لن نسمح بنكبة أخرى"، مؤكداً أنه "يمكن لإسرائيل تصفية مقاتلينا لكن لا يمكنها تصفية قضيتنا". بدوره؛ قال رئيس اللجنة الشعبية للنقب طلب أبو عرار أمام المتظاهرين أن الجنود الصهاينة "يحاربون في غزة كأنهم يحاربون دولة. أشلاء الأطفال ملأت شوارع غزة على مرأى من العالم". وأضاف متوجهاً إلى وزيري الحرب الصهيوني ايهود باراك والخارجية تسيبي ليفني "نقول لباراك وليفني لن تنجحوا في كسر إرادة الشعب، وان قتلتم ألف طفل لن تقتلوا الحرية"، متهماً قادة الاحتلال بارتكاب جرائم حرب في غزة. وتابع "من يمارس هدم البيوت في النقب وتشريد الأطفال هي نفس الآلة التي تهدم البيوت في غزة وتقتل الأطفال وتشردهم وتتركهم دون مأوى"، مؤكداً أنه "على قادة إسرائيل أن يعلموا أنهم بعدوانهم لن يحركوا شيئاً، فقط بالسلام يحققون الاستقرار لشعبهم ولشعبنا الفلسطيني". وقال عضو الكنيست النائب العربي طلب الصانع الذي شارك في التظاهرة "ما يحدث عملياً هو جرائم حرب بشكل متعمد"، مشيراً إلى أن "قادة الاحتلال فقدوا أخلاقهم ويستحقون بكل ثقة وجدارة أن يمثلوا أمام محكمة العدل الدولية كمجرمي حرب".