شهدت عدة مدن بمختلف أنحاء القارة الأوروبية تجمهر عشرات الآلاف من المتظاهرين احتجاجا على العملية العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة، وركزت أغلب المظاهرات إما على القادة الوطنيين إذ طالبهم المتظاهرون بإبداء دعم دبلوماسى تجاه مفاوضات الشرق الأوسط، أو التظاهر أمام السفارات الإسرائيلية والأمريكية فى عدة مدن. وتجمهر عدة آلاف فى أحد ميادين العاصمة البريطانية لندن ، ودعا المتحدثون منهم الحكومة البريطانية لاستدعاء سفيرها لدى إسرائيل، بينما حمل 200 متظاهر أغلبهم من الأطفال دميًا ترمز للمدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا خلال العملية التى دخلت أسبوعها الرابع. وشهدت العاصمة الألمانية برلين مظاهرات حاشدة تعبيراً عن التعاطف مع سكان غزة وإعلان الغضب على المجزرة التى تمارسها إسرائيل، وندد المتظاهرون فى هتافاتهم بالموقف العربى المخزى - حسبما وصفوه، كما هتفوا ضد الحكومة المصرية والحكومات العربية الأخرى ووصفوا الموقف الألمانى بالمتواطئ، وطالبوا المستشارة الألمانية بوقف دعم إسرائيل بالمال والسلاح، كانت كبرى المظاهرت فى برلين بمشاركة نحو 15 ألف شخص، معظمهم من العرب، إلا أنها ضمت الكثير من الألمان والأتراك أيضاً، واخترقت أكبر شوارع العاصمة مروراً بالبوندستاج الألمانى، وانتهت أمام بوابة براندنبورج الشهيرة وتظاهرعدة آلاف فى العاصمة الإيطالية روما رافعين لافتات تستنكر «مذبحة الفلسطينيين»، فيما رفع آخرون نجمة داوود، مطبوعًا فوقها الصليب المعقوف. وفى أثينا، تظاهر قرابة 4 آلاف شخص بالقرب من السفارتين الإسرائيلية والأمريكية، بينما أحرق بعض المتظاهرين أعلام البلدين، وخرجت مظاهرات أخرى فى العاصمة البلغارية صوفيا وفى مدينة برن السويسرية. وتضامنا مع الشهداء الفلسطينيين، افترش العشرات فى المكسيك الأرض داخل أكفان بيضاء خلال مظاهرة احتجاجية جديدة تندد بالحرب وسفك دماء الأبرياء. كما استمرت التظاهرات فى العاصمة التونسية تنديدا بالحرب على غزة وبالأنظمة العربية المتواطئة وتطالب بدعم المقاومة الفلسطينية، ورفع عدد من المحتجين صورا للرئيس العراقى الراحل صدام حسين والزعيم الفلسطينى ياسر عرفات وهتف آخرون: «ناصر استيقظ لقد خانوك» فى إشارة إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وأدان المتظاهرون التونسيون النظام المصرى، وطالبوا بقطع العلاقات العربية مع إسرائيل، كما أحرقوا أعلاما إسرائيلية. وفى بيروت، أقدم متظاهرون ضد الحرب على غزة أمس على إغلاق محيط السفارة الأمريكية فى عوكر شمال العاصمة اللبنانية، وقالت مصادر أمنية محلية إن مواجهات اندلعت بين المتظاهرين وقوات الأمن الداخلى الذين استخدموا خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وعلى صعيد متصل، أعلن نقيب المهندسين الأردنيين وائل السقا أن 50 فنانا أجنبيا وعربيا وأردنيا بدأوا منذ يومين فى رسم جدارية تبرز معاناة سكان قطاع غزة موضحا بقوله: «الجدارية التى سيستغرق رسمها 5 أيام تظهر كيفية مواجهة الفلسطينيين فى غزة العدوان المجرم وحجم البطولة والتضحية لأطفال ونساء وشيوخ غزة الذين، برغم الجراح والقتل، يواصلون التشبث بوطنهم وبأرضهم ويرفضون الانصياع للمؤامرة الصهيونية الأمريكية». ويشارك فى رسم الجدارية 50 فنانا من بريطانيا وتركيا والولايات المتحدة والمغرب والسودان والعراق وفلسطين والأردن والبحرين والكويت ولبنان وسوريا وليبيا ومصر والسعودية.