احتشد مئات الآلاف فى مختلف أنحاء العالم فى مظاهرات حاشدة للتنديد بالعدوان الإسرائيلى المتواصل، والمجازر التى ترتكب بحق المدنيين فى قطاع غزة، مطالبين بوقف الاعتداءات وإحلال السلام.. وفى الوقت الذى أعرب فيه أكبر حاخام يهودى فى فرنسا عن تعاطفه مع ضحايا الهجوم الإسرائيلى، دعت مجموعة من يهود بريطانيا إسرائيل إلى وقف فورى لعملياتها العسكرية فى القطاع. وحذرت المجموعة اليهودية من انعكاسات الحملة الإسرائيلية الواسعة فى «تعزيز التشدد، وتأجيج اضطراب المنطقة وتصعيد التوتر داخل إسرائيل». وشهدت بريطانيا مظاهرتين مؤيدة لإسرائيل، وأخرى منددة بالهجوم على غزة ، بينما أقدم حاخام يهودى بريطانى على حرق جواز سفره الإسرائيلى تنديدًا بالعدون على غزة. وفى فرنسا، عبر الحاخام الأكبر جيل برنهايم، عن تعاطفه مع المدنيين الفلسطينيين نتيجة العنف فى غزة، وقال: «إن يهود فرنسا يشعرون بالقلق تجاه المعارك المستعرة فى غزة». بينما تظاهر آلاف الفرنسيين تنديدا بالعدوان على غزة، كما شهدت فرنسا مسيرة داعمة لإسرائيل. وفى إيطاليا، طالب وزير الدفاع الإيطالى اجنازيو لاروسا، المسلمين فى بلاده بالتوقف عن المزيد من «الاستفزازات» بعد أن أدى الألاف منهم صلاة يوم الجمعة الماضى فى ميادين عامة بمدينة ميلانو خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين، وقال لاروسا إنه لا يعارض المظاهرات أو يريد حرمان أى شخص من حق الصلاة ، لكنه وصف الصلاة فى الأماكن العامة بأنها تحد للسلام، وأضاف لاروسا «ماذا يحدث إذا تجمع مسيحيون للصلاة والتسبيح أمام مكة؟». ورد قائلا: من المحتمل أن يتعرضوا للرجم. وأدى إقامة الصلاة أمام كاتدرائية ميلانو إلى إغضاب الساسة اليمينيين الإيطاليين واعتبروها إهانة للمسيحية، بينما قدم زعماء المسلمين اعتذارًا فى وقت لاحق قائلين إنها لم تكن إهانة متعمدة. وغلب الطابع العنيف الكثير من الاحتجاجات، وحمل المشاركون فيها أعلامًا فلسطينية، وارتدوا الكوفية الفلسطينية ملوحين بدمى لأطفال ملطخة بالدماء، كما دعا بعضهم إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية ونددوا بالصمت الأوروبى تجاه المجازر الإسرائيلية واعتبروه «تواطؤًا»، خاصة فى بروكسل، التى شهدت أمس الأول مواجهات بين متظاهرين - احتشدوا بالآلاف تضامنا مع ضحايا غزة - والشرطة مما أدى إلى إصابة نائب برلمان إقليمى وإتلاف سيارات وواجهات محال ومحطة حافلات، مما ينذر بتحول المظاهرات فى المدن الأوروبية والأمريكية إلى العنف تضامنا مع غزة. بينما هاجم مئات الأشخاص السفارة الإسرائيلية فى مدريد وألقوها بالحجارة تنديدا ب«الإبادة» فى قطاع غزة، مما أدى إلى تدخل قوات الأمن واعتقال أحد المحتجين. وفى نيويورك، اعتقلت قوات مكافحة الشغب 9 أشخاص إثر وقوع أعمال عنف ومصادمات مع مشاركين فى مسيرة مؤيدة لغزة، أصيب خلالها 7 من رجال الأمن أثناء محاولة إنهاء اشتباكات بين مسيرتين مختلفتين. وفى آسيا، تواصلت المظاهرات الحاشدة المنددة بالاحتلال فى عدة دول، وأحرق المحتجون فى باكستان وإندونيسيا ومقاطعة جامو وكشمير الهندية العلم الإسرائيلى. وعربيًا، اندلعت مظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف فى العديد من المدن الجزائرية تضامنا مع غزة، كما تظاهر المئات فى مدن الضفة الغربية، وأوقدوا الشموع على هيئة اسم غزة تضامنًا مع أهاليهم فى القطاع.