عرض التليفزيون الحكومي الدانماركي على القناة الثانية شريط فيديو يسئ إلى الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام؛ حيث ظهرت فيه مجموعةٌ من أعضاء من جناح الشبيبة بحزب الشعب الدانماركي اليميني المتطرِّف، وهم يرسمون صورًا مسيئةً إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم- خلال معسكر صيفي العام الماضي، كما عرضت جريدة (نايهدسافيزن) اليومية الدانماركية الشريط على موقعها على الإنترنت. ويُظهر الشريط المسابقةَ التي نظَّمها أعضاءٌ في جناح الشبيبة لإعداد أكثر الرسوم إساءةً إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، على أن يرتديَ الخاسر برقعًا، في إشارةٍ ساخرة إلى الحجاب!! ورفض رئيس منظمة الشبيبة بالحزب كنيث كريستيانسين الاعتذارَ عن ذلك التصرف المشين؛ حيث ادَّعى في تصريحات للتليفزيون الحكومي أن المسابقة "ليست من نوع الدعابة التي تروقني" مشيرًا إلى أنها "ما كانت لتحدث لو كنت موجودًا هناك"، لكنه قال إن ذلك "يجب ألا تتكرر"، كما زعم جناح الشبيبة في الحزب أمس الجمعة 6 أكتوبر أنه من المقبول السخرية من الشخصيات السياسية والدينية".
وفي تعليقه على بثِّ القناة الثانية للشريط قال رئيس تحرير القناة: إن الهدف من بثِّ أجزاء من التسجيل لم يكن "مطلقًا هو عرض رسوم الشباب" مشيرًا إلى أن السبب الوحيد هو أن رئيس تنظيم الشباب بالحزب "قد نأَى بنفسه عن هذا التجمع"، وهو الأمر الذي لا يُعتبر إقرارًا بخطأ بثِّ الشريط، وفي مواقف الأحزاب السياسية الدانماركية انتقدت أجنحة الشبيبة في الأحزاب المختلفة هذا التصرفَ من جانب جناح الشبيبة في حزب الشعب الدانماركي.
من جانبه قال الناطق باسم الوقف الإسلامي الدانماركي قاسم سعيد إن "تاريخ هذا الحزب أسوَدٌ تجاه المسلمين، فتارةً يشتمون الإسلام ويصفونه كمرض سرطان بأوروبا، وتارةً يساوونه بالفاشية والنازية"، كما أكد أن الوقف الإسلامي دعا الحزبَ إلى اتخاذ موقف من مرتكبي الجريمة؛ وذلك ب"طردِهم من الحزب بشكلٍ رسميٍّ".
وهذا الحزب من أكثر الأحزاب الدانمركية تشددًا وعنصريةً تجاه المهاجرين، كما قام الحزب مؤخرًا بفصل أحد أعضائه عندما دعا ذلك العضو إلى المزيد من الانفتاح في فكر الحزب، إلا أن الحزب يُعدُّ حليفًا لائتلاف يمين الوسط الذي يتزعَّمه رئيس الوزراء أندرس فوج راسموسن منذ العام 2001م، وحصل على أكثر من 13% من الأصوات في الانتخابات العامة جرَت العام الماضي، وهو ما يوضح أن الحزب أحد مخططي السياسة الدانمركية، إلى جانب تمتعه بقاعدة شعبية؛ ما يشير إلى انتشار تيار التطرف ضد الإسلام في المجتمع الدانماركي. ويبدو أن تأجيج حملة الإساءة على الرسول الكريم ما تزال تبحث عن نتائجها المرجوة بتكثيف حالة الشعور بالاختلاف والعداء للعرب والمسلمين ن لتبرير أجندة الحرب التى تقودها أمريكا ولم تعد تجد لها مبررا . ومن المفترض أن يبدأ القضاء الدانماركي يوم 9 أكتوبر الحالي النظرَ في القضية التي رفعها المسلمون في الدانمارك على رئيس القسم الثقافي بالجريدة لعرضه الرسوم.