(وهي تجري بهم في موج كالجبال...). هود. كيف كانت حال راكبي سفينة نوح – عليه السلام – سفيتنه النجاة الوحيدة على كوكب الأرض في نهاية الجولة بين الحق والباطل؟ بلا شك كان الناجون من الغرق في سفينتهم العجيبة على أحوال من القلق، والخوف والإشفاق و.... و.... و.... الموج حول السفينة كالجبال، فلا تقل عشرة أمتار أو عشرين (تسونامي)! ولكن كالجبال! ولكن السفينة تجري، نعم تجري! سبحان الله! (بسم الله مجريها)! تشق طريقها بتسخير الرياح لها! أما الأمواج العالية العاتية فإنها تدمر بنيان الظلم بمكوناته! ثم: (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين). هود، من 40 – 44. فلنحاول تذكر ركاب السفينة: •المؤمنون أصحاب اليقين في نصر الله (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) غافر، 51. وكان هؤلاء المؤمنون قلة قليلة قليلة.... •أزواج – ذكر وأنثى من مخلوقات الأرض! من الحيوانات والطيور والحشرات، يعني ثعبان وحية، وعقرب وزوجها، وغراب وزوجته، وبومة وزوجها، وأسد ولبؤة، وثعلب وثعلبة و... و... و... (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين). •ماذا في خواطر هؤلاء الراكبين؟ ما آمالهم الدنيوية في حياتهم؟ كيف كانوا يتصورون ما بعد الطوفان؟ هل يمكن لأحدهم أو لعدد منهم أن يقول شيئا؟ اللهم إلا الأمل والتفاؤل بالخير القادم بصحبة النبي المرسل.... قال صاحبي: كم بقيت السفينة تجري براكبيها بين الأمواج؟ قلت لصاحبي: توجد أقوال، ولكن الراكبين لم يكونوا يعلمون شيئا عن وقت مرساها... لقد بقوا متوكلين على الله، واثقين بالنجاة. (وقيل بعدا للقوم الظالمين) قالها نوح، أو قالها المؤمنون، أو قالتها الملائكة، أو قالها الكون كله، أو رددها الجميع بلغاتهم مع صاحب الملك والملكوت كيوم الحشر (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار). غافر، 16. نلتقط العبرة: من الماضي البعيد البعيد في بدء الحياة، إلى الحاضر المتأخر الذي يولد من جديد... لله سنة لا تحيد. السفينة السفينة يا قوم.