محمد عبدالحافظ بعث الله نوحاً ليهدي قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام الخمسة »ود، سواع، يغوث، يعوق، نسرا« وكانت تماثيل لأجداد نوح الصالحين، ومع مرور الزمن وسوس الشيطان للقوم ليعبدوها كآلهة، وكان نوح يأبي أن يعبد أصناماً وكان يعيش علي فطرته مؤمناً بالله، ولما جاءه الوحي خرج علي قومه يدعوهم »يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ« »الاعراف 95«، استجاب الفقراء والضعفاء والمساكين لدعوة نوح. وأبي سادة القوم ورؤساؤهم وأخذوا يعارضونه ويساومونه ويسبونه ويجادلونه »قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللَّهُ إِن شَاءَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (33) وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)« »هود«. واستمر الكفار علي كفرهم وتجاوزوا واتهموا نبي الله بالضلال، ولم ييأس نوح واستمر في الدعوة ليلا ونهارا، ولكن عدد المؤمنين لا يزيد. فدعا نوح علي الكافرين بالهلاك، فأوحي الله له ببناء السفينة.. وكان الكفار يسخرون من نوح وقومه ويتهكمون عليه لأنهم كانوا يعيشون في يابسة ولا بحار في جوارهم وعندما صدر الأمر الإلهي وتفجرت المياه من الأرض ونزلت الأمطار من السماء وفارت البحار، ركب نوح والمؤمنون السفينة ومعه من كل زوجين اثنين من الحيوانات والطيور والبشر ولم يركب معه لا زوجته ولا ابنه، واستمر الطوفان وغرق كل الكافرين ونجا نوح ومن معه إلي ان توقف الطوفان بأمر الله »وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَي الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ« »هود 44«.