كشفت صحيفة "التايمز" اللندنية في تقرير خاص لها عن أن المئات من جنود الاحتلال البريطانيين قد عادوا من أفغانستان والعراق وهم يعانون من فقد شديد أو دائم لحاسة السمع بسبب الضوضاء الشديدة جراء الموجهات اليومية مع عناصر المقاومة في كلا البلدين. وقالت "التايمز": إن واحدًا من كل عشرة جنود ممن يخدمون في أفغانستان يعانون من عيوب في السمع تجعلهم يتراجعون من الخدمة في الصفوف الأمامية، كما تؤثر على مستقبل عملهم المدني وعلى حياتهم الاجتماعية عقب عودتهم إلى بريطانيا. وقالت الصحيفة إن عدد الإصابات في حاسة السمع لدى الجنود البريطانيين هي واحدة من القصص التي لا تكشف عنها الجهات الرسمية في القوات العسكرية البريطانية، مما يستدعي إلى الذهن ضوضاء أصوات المعارك خلال الحربين العالميتين والحرب الكورية. كما أن العديد من الجنود الذين شاركوا في الصدامات العنيفة مع المقاومة في العراق في عامي 2004 و 2005 قد عادوا وهم يعانون من فقد دائم في حاسة السمع، ولكن مع حالات الانفجارات التي تحدث على جانبي الطريق في أفغانستان ومعارك المواجهة مع قوات طالبان وكمية القنابل التي أسقطتها طائرات التحالف والتي تزن 500 رطل، فإن طبلة الأذن لابد وأن تنفجر وتسبب الطنين الدائم، وفي بعض الحالات، يصل الأمر إلى الصمم النهائي. وقد ذكرت الصحيفة البريطانية في تقريرها أنه خلال الثلاث سنوات الماضية، أقام 1195 جندي بريطاني دعوى فقدان حاسة السمع ضد وزارة الدفاع، فمن خلال قوة الجنود الذين يرمون القنابل باليد والبالغة 411 جندي، وجد أن هناك 37 حالة تعاني من مشكلات في السمع. وقد وجد أن هناك 240 جنديا من أصل 691 جنديا في الفيلق الملكي الأول العائد من أفغانستان، بعد مدة خدمة قدرها ستة أشهر خلال شهر أكتوبر الماضي، يعانون من مشكلات في السمع وهناك 35 حالة منهم لا يمكن أن تعمل مرة أخرى في القوات العسكرية نتيجة هذه المشكلات السمعية. أما الفيلق الملكي الثاني والمخصص لإجراء عمليات برية، والذي عاد أيضا خلال شهر أكتوبر الماضي، فقد كان منهم 34 جنديا من أصل 555 جنديا، يعانون من مشكلات في السمع، كما أن وحدتين كوماندوز ملكية تابعة للبحرية قد ذكرت إصابة حالات منها بمشكلات في السمع. وقد ذكرت وزارة الدفاع بأن عمليات فقد السمع من ضوضاء الحروب تعد مشكلة خطيرة، ولكن سدادات الأذن والأجهزة الواقية للأذن قد تم توزيعها على جميع القوات، ومع ذلك فعلى العكس مما تفعله جيوش الاحتلال الأمريكيةبأفغانستان والعراق، فإن حماية الأذن ليست أمرا ذو أهمية عند القوات البريطانية إلا في حالة استخدام الطائرات الهليكوبتر. وقد أطلق المعهد الملكي لمرضى الصمم حملة من أجل تحسين حماية الأذن لدى القوات المسلحة، حيث قالت آنجيلا كنج، المتخصصة في علم السمعيات في المعهد، بأن تكرار التعرض لأصوات إطلاق النار من الممكن أن تؤدي إلى صمم دائم بسبب تلف الخلايا الحسية في الأذن الداخلية.