اعترفت شخصيات بارزة في صفوف المحافظين الجدد في الولاياتالمتحدة بارتكاب أخطاء جسيمة فيما يتعلق بحرب العراق. وقال بول وولفويتز النائب السابق لوزير الدفاع الامريكي في تصريحات لصحيفة «دي تسايت« الالمانية الاسبوعية: «لم يكن لدينا أدنى فكرة عن العدو.. لم يكن لدينا فكرة عن الحرب الداخلية التي يمكن أن يدبرها النظام«. وأضاف خبير الدفاع ريتشارد بيرلي وهو أحد الشخصيات البارزة في معسكر المحافظين الجدد في تصريحاته لنفس الصحيفة التي نشرتها في عددها الاسبوعي يوم الخميس: «لم أكن لاصدق مطلقا أن نفسد الامر بهذه الطريقة«. يذكر أن وولفويتز وبيرلي كانا من الشخصيات التي أيدت الرئيس الامريكي جورج بوش في حربه على العراق عام .2003 وكان بيرلي يشغل آنذاك منصب مدير «مجلس سياسة الدفاع« في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون). ونفى وولفويتز مسئوليته عن قرار الحرب وقال: «رومي (وزير الدفاع دونالد رامسفيلد) هو من اتخذ القرار.. لم يكن لنا تأثير حقيقي وكانت النصائح تتعرض للتجاهل«. وانضم دوجلاس فيث الموظف المرموق في البنتاجون إلى صفوف منتقدي حرب العراق بعد خمسة أعوام من اندلاعها وقال: «دفعنا ثمنا باهظا ولكن هذا لم يكن بسبب الحرب وإنما بسبب سيرها بشكل سيئ«. وذكرت تصحيفة «الصباح أن المسئولين الأمريكيين الموجودين في بغداد بدأوا بحملة واسعة على القوى السياسية المتحفظة على بعض البنود التي طالبت بتعديلها من أجل إقناعهم بالمسودة الحالية«. ونقلت الصحيفة عن مصادر عراقية القول «إن اجتماعا عقد بين مسئولين أمريكيين ولجنة الأمن والدفاع في البرلمان استمر زهاء الساعتين«. وأضافت «أن المسئولين الأمريكيين خرجوا من الاجتماع ولم تظهر على ملامحهم أية بوادر بنجاح مهمتهم وأن النواب العراقيين شددوا على تمسكهم بالطروحات الوطنية ومواقفهم تجاه مسودة الاتفاقية«. وذكرت الصحيفة أن «هناك توجها للمسئولين في بغداد وواشنطن لبحث الاتفاقية عبر الأقمار الصناعية (دائرة تلفزيونية مغلقة) وأن هذه المحادثات ستكون مهمة لأنها ستكون مباشرة وستختزل عامل الوقت«.