أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسيه ماريا أثنار التي طالب فيها المسلمين بالاعتذار عن فترة حكمهم لإسبانيا، حالة من السخط وعدم الرضا ليس بين المسلمين وحدهم ولكن أيضًا بين الإسبان لاسيما المعنيين منهم بتاريخ بلدهم. ويقول الكاتب ميجيل أنخل بنية مونيوزو في مقال نشرته مجلة 'ريبليون': إن أثنار لا يعرف شيئًًا عن الحضارة الإسلامية بالأندلس, وإنما الذي دفعه إلي ذلك هو الدفاع عن الرئيس الأمريكي جورج بوش وصدامه مع الحضارات، واصفًا المسلمين بأنهم أكثر تسامحًا.
وأضاف الكاتب أن المسيحيين لم يدخلوا الإسلام عنوة وإنما دخلوه طواعية, وأن الأندلس كان يوجد بها مسلمون ومسيحيون ويهود, وأن الكنيسة كانت تربطها بالخلفاء الإسلاميين علاقة وطيدة.
وقال إنه لم يكن هناك ما يسمى بصراع الحضارات بين الإسلام والمسيحية, وإنما كان هناك حوار دائم, وخير شاهد علي ذلك عندما سب أحد المسيحيين النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- لم يجهز الخليفة المسلم عبد الرحمن الثاني الجيوش لمحاربة المسيحيين وإنما أرسل إلى الأساقفة المسيحيين حينئذ الذين تنصلوا من قول هذا الشخص, الأمر الذي اعتبره الكاتب دليلاً على سماحة الإسلام.
وكان رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسيه ماريا أثنار رفض الدعوات الموجهة إلى بابا الفاتيكان بنديكيت السادس عشر بتقديم اعتذار رسمي للمسلمين، وقال: إذا كان على البابا أن يقدم اعتذارًا؛ فالعالم الإسلامي مطالب أيضًا بتقديم اعتذار لنا عن الفترة التي قضوها في الأندلس والتي تقترب من ثمانية قرون.
وقبل عامين، زعم أثنار في محاضرة بجامعة جورج تاون الأمريكية أن مشكلة بلاده مع 'القاعدة' وما سماه ب'الإرهاب الإسلامي' لم تبدأ مع أزمة العراق، وقال: 'يجب أن نعود إلى الوراء لنبدأ من القرن الثامن الميلادي، عندما تعرضت إسبانيا للغزو من المغاربة، ورفضها أن تكون جزءًا آخر من العالم الإسلامي، فخاضت معركة طويلة لاستعادة هويتها'.
وتتعارض تعليقات أثنار تمامًا مع مواقف رئيس الوزراء الحالي خوسيه لويس ثاباتيرو الذي اقترح 'تحالف الحضارات' بين الغرب والعالم الإسلامي. فقد أعرب أثنار عن رفضه لتلك الفكرة واصفًا إياها بأنها فكرة 'غبية'، وقال: إن المشكلة ليست في حوار الغرب مع العالم الإسلامي, ولكنها تكمن في أن المبادرة أصبحت في أيدي من وصفهم ب'المتطرفين'.