حينما يكون الكلام الإنشائي الهابط والمثير للسخرية والمليء بالزيف والبهتان ولا محل له من الواقع جديراً بالتدريس بأن يكون درساً مقرراً علي طلبة المدارس فهذا ليس نفاقاً رخيصاً فحسب ولكنه مشاركة في جريمة تتزيف التاريخ وقلب الحقائق وفرض أكاذيب علي طلبة المفروض أنهم طلاب علم .. لا طلاب جهل أو نفاق ! فالخطاب الذي ألقاه شريك الانقلابيين عدلي منصور الذي منحته مصر لقب ( الطرطور ) عن جدارة واستحقاق ، وهو لقب أطلقه عليه رجال الانقلاب أنفسهم وليس الشعب المصري فحسب ..! فإذا بوزير تعليم الانقلاب يقرر اليوم أن يكون خطاب الطرطور الذي ألقاه كطالب يُسمع لأستاذه ما حفظه دون أي إحساس حتى بالكلام ، وما كانت دموعه إلا لفراق الأُبهة التي كان فيها .. يقرر أن يكون هذا الخطاب درساً مقرراً علي كتاب المواطنة وحقوق الإنسان المقرر علي طلاب المرحلة الثانية بالثانوي العام ..!! ويبدو أن عصر التهريج الذي نعيشه حالياً أصبح لا حد له من الهزل فمن مهزلة إلي مهزلة ومن نكتة إلي أخري ..!! فمثل منصور هذا يجب أن يتواري من التاريخ كله لا أن يتم تدريس ما كتبه أحد الصحفيين له لطلاب العلم ، ولا أدري أي عنوان سيضعونه للخطاب لتدريسه .. هل نقول مثلا : دموع الطرطور أم كلمة للتاريخ الميت ..!! أما حكاية خطاب الوداع هذه فعيب .. عيب علي الإعلام الذي أطلقها أن يُلصق هذه الحثالة ويُسقطها علي عبارة خطبة الوداع للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ، عيب يا أوباش الانقلاب ..!!