يؤدي "عبد الفتاح السيسي"، قائد الانقلاب العسكري، اليمين الدستورية، في تمام العاشرة والنصف من صباح غدا الأحد، بقاعة الاحتفالات الكبرى بالمحكمة الدستورية بالقاهرة، أمام هيئة المحكمة وأمام مدعوين من دول مختلفة. الحكومة قررت أن تعلن بفخر عن الحضور في حفل التنصيب الثاني خلال عامين، بعد أن أطاح السيسي بالرئيس الشرعي المنتخب بانقلاب عسكري تبعه مقتل الآلاف واعتقال عشرات الآلاف من المصريين كي يحقق السيسي حلمه للوصول إلى كرسي الرئاسة الذي حلم به منذ 30 عامًا. فمن الذي سيحضر الحفل؟ لن يحضر الرئيس الإسرائيلي، لكنه قام بواجب التهنئة لصديقه عبد الفتاح السيسي، ووصفه عشية ذكرى النكسة ب "المقاتل"، إذ أوردت صحيفة الأهرام القاهرية خبر تلقي السيسي اتصالين هاتفيين صباح - الجمعة - من رئيس دولة الاحتلال ورئيس وزرائه لتهنئته بالفوز في الانتخابات الرئاسية المزورة. وحسب بيان لحملة السيسي الرئاسية أوردته الأهرام، فقد "أكد المسئولان الإسرائيليان أن السيسي حقق فوزًا كاسحًا في الانتخابات الرئاسية، التي تمت - بحسب الإسرائيليين - وسط أجواء ديمقراطية شفافة، معلنين استعداد بلادهما الكامل للتعاون مع مصر في مختلف المجالات سياسيًا وأمنيًا، متمنين لمصر والمصريين المزيد من التقدم والرفاهية خلال الفترة المقبلة، في ظل قناعتهما التامة بأن الرئيس الجديد سيقود بلاده إلى المكانة والموقع الذى تستحقه بين دول العالم، انطلاقًا من خلفيته كجندي مقاتل، وقائد عظيم، يقدر المسئولية ويسعى لخدمة وطنه". لن يحضر ممثلو تركيا وقطر أيضًا، فقد أعلنت أنقرة منذ البداية رفضها لتطورات الأوضاع في القاهرة، كما شنت حكومة الانقلاب حربًا ضد الدوحة بسبب موقفها من الانقلاب العسكري، إلا أن الخارجية التركية قالت في تصريح لرويترز إن "القائم بأعمال السفير قد يشارك في الاحتفال في القاهرة". لم يكن من المتوقع أن يحضر ممثل عن تونس، إلا أن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية التونسية أوضح اليوم بأن "منجي الحامدي" سيمثل تونس في مراسم تنصيب الرئيس العسكري الجديد، فبعد أن قالت مصادر سياسية إن مصر رفضت دعوة تونس، قالت مصادر إعلامية مصرية إن الرئاسة التونسية تلقت في وقت سابق اليوم دعوة رسمية من مصر لحضور هذه المراسم. داعمو الانقلاب العسكري في دول الخليج سيشاركون بالطبع، فقد وصل إلى القاهرة مساء الأربعاء الماضي، وفد أمني وسياسي سعودي قادمًا من الرياض على متن طائرة خاصة للتجهيز لزيارة عدد من كبار الأمراء السعوديين الذين تمت دعوتهم لحضور الاحتفالات. وقالت مصادر إن الأمير "سلمان بن عبد العزيز" نائب الملك السعودي سيشارك بالحضور. الإمارات والكويت والبحرين، أعلنوا عن موافقتهم وحضور الاحتفالات كذلك، فسيحضر الملك البحريني، وولي العهد الإماراتي، وكان الرباعي الخليجي قد دعم العسكر بأكثر من 12 مليار دولار، وسط وعود بدعم السيسي بأكثر من 20 مليار دولار أخرى. كما قالت مصادر صحفية إن الملك الأردني سيشارك في الحفل. الرئاسة الإيرانية أعلنت موافقتها كذلك على الحضور، وأكدت وسائل إعلام مصرية حضور الرئيس الإيراني "حسن روحاني" الاحتفال. وفي إطار محاولة القاهرة السيطرة على تبعات الانقلاب العسكري، ومن أهمها تجميد عضوية مصر بالاتحاد الأفريقي، فقد دعت مصر جنوب أفريقيا ونيجيريا لحضور الحفل. إلا أن المتحدث باسم وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا، قال - الخميس - إن حكومة بلاده لم تحسم قرارها بعد بشأن مستوى التمثيل أو المسئول الذي سيمثلها في حضور حفل تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر المزمع إجرائه الأسبوع المقبل. ودعت رئاسة الانقلاب إثيوبيا كذلك لحضور الحفل، وسط مخاوف بشأن احتمال تأثير سد تبنيه آديس أبابا على حصة مصر من مياه النيل، ودعت القاهرة أيضًا عدد من دول حوض النيل مثل أوغندا والسودان وجنوب السودان. وفي انعكاس لقلق الولاياتالمتحدة ودول أوروبية بشأن تبعات الانقلاب العسكري، أوردت رويترز أن تلك الدول تعتزم إرسال ممثلين على مستوى منخفض لحضور مراسم تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر، في خطوة وصفها مراقبون بأنها نوع من "التجاهل الدبلوماسي"، وقالت مصادر أميركية إن واشنطن لن ترسل شخصية سياسية رفيعة المستوى، بل ستكتفي بمسئول في وزارة الخارجية، مضيفًا أن الوفد الأميركي سيترأسه "توماس شانون" وهو مستشار وزير الخارجية "جون كيري". من جهته، قال مصدر دبلوماسي غربي إن سفراء الدول الأوروبية في مصر سيمثلون دولهم في مراسم التنصيب، مؤكدًا أن القرار كان "جماعًيا"، وأضاف أن هذا التصرف يسلط الضوء على بواعث القلق بشأن الانتقال السياسي. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان - الخميس - إنه يشعر بقلق لاستمرار احتجاز معارضين ونشطاء سياسيين وصحفيين، علمًا بأنه رغم التعبير عن مخاوفها بشأن انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان من قبل السلطات، فإن الدول الأوروبية لم تتخذ أي إجراءات قوية للضغط على القاهرة. وذكرت مصادر أن الحفل سيقام عقب أداء السيسي لليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا، وسيكون بقصر الاتحادية الرئاسي، شرقي القاهرة. كما كشفت المصادر أنه، في مساء يوم التنصيب نفسه، سيقام بقصر القبة الرئاسي، شرقي القاهرة، حفلاً آخر بحضور أعضاء حكومة "إبراهيم محلب" وكبار رجال الدولة وعدد من الراقصات والمطربين ورؤساء الأحزاب ورموز القوي السياسية، خاصةً التي دعمت السيسي.