المصالحة الوطنية هي خطوة أي حاكم يريد أن يستقر في مصر ويجلس على كرسيها المهتز بالمطالب التي لا تنتهي ، ولكن دعونا نفكر بصوت مرتفع ، هل يتوقع أحد أن السيسي من الممكن أن يضغط على زر فيلغي جماعة بحجم وقدرة جماعة الإخوان المسلمين ، بالطبع مستحيل إن لم يكن خيالا يداعب كثير من خصوم هذه الجماعة ، ألن جريش المفكر والمحلل السياسي الفرنسي المسؤول عن القسم السياسي في جريدة الليموند الفرنسية تحدث في مؤتمر الجزيرة الأخير عن أهمية وضع أي حاكم جديد لمصر موضوع المصالحة الوطنية على قائمة الإهتمامات ومحاولة فتح صفحة جديدة معها وإلا فمعنى هذا إستمرار حالة الا يقين والضياع التي تعيشها مصر وحالة الصدام المستمر بين كل القوى السياسية التي ما زالت تبحث عن حكم محايد ، انتظرت خطاب السيسي الذي يفتتح به عهده الذي جاء بعد الإنقلاب العسكري الشهير على الرئيس الشرعي للبلاد والمنتخب بصناديق نزيهة، فلم أجد كلمة مصالحة وطنية وصفح رئاسي، بل لم أجد كلمات مثل فتح صفحة جديدة وهكذا كلمات ذات دلالة تطمئن الكثير بأن القادم ليس فيه مجال لتصفية الحسابات وجب كل ما مضى من جراح ، ولكن من الواضح أن الرجل مستمر في طريقه إلى نهايته ، مستمر ومصمم على القضاء على فصيل سياسي باق منذ الملكية لم يفنى بل فنى كل من حاربه، بل انه يزداد مع الأيام وفي أوقات الأزمات، مهم جدا أن نفهم أن السياسة ليست صراعا ورصاص وزناد متأهب، السياسة عقل وقدرة على صناعة حالة التوافقية في المجتمع بين النقائض المتشاكسة للوصول إلى السلام المجتمعي الحقيقي، مهم جدا لمن اراد أن يستمر في حكم هذا البلد أن ينسى الرصاص وقاعات الحروب المستديرة وأن يستبدل بها فكر المدنية وروح السلمية .