دفع عزوف عدد كبير من المصريين ومقاطعتهم للانتخابات الرئاسية، إلى مطالبة عدد من الشخصيات العامة والفنانين بفرض وسائل عقابية على المقاطعين للعملية الانتخابية. ورغم أن المقاطعة حق إنساني تكفله كافة القوانين والمعايير الدولية، إلا أن وسائل العقاب التي طالب بها هؤلاء تنوعت ما بين الهجر في المضاجع، ورفع الدعم الحكومي عنهم، وإزالة أسمائهم من بطاقات التموين، والاتهام بالخيانة، وحرمانهم من حق التعبير عن الرأي، وتطبيق غرامه ال500 جنيه تفعيلاً لقانون الانتخابات الرئاسية. ففي مطلب غريب من نوعه دعا الكاتب الصحفي نبيل شرف الدين، رئيس تحرير موقع الأزمة الإلكتروني، عبر تغريدة له على موقع "توتير" نساء مصر بهجر أزواجهن في المضاجع وحرمانهم من الأكل والشراب حتى يذهبوا للتصويت في الانتخابات الرئاسية . وقال شرف الدين، في تغريدته: "زهرات مصر اهجروهم في المضاجع لا تقدمن لهم كسرة خبز ولا فنجان قهوة لا تبتسمن في وجوههم؛ بعض القسوة تفيد، حتى يذهب الزوج والأخ والابن للانتخابات". مقترح "نبيل شرف"، جاء بعد نجاح دعوات للإضراب الجنسي كإجراء عقابي ضد الأزواج على غرار ما حدث في اليابان مؤخراً، حيث دعت سيدات يابانيات إلى القيام بإضراب فريد من نوعه، يتلخص في الامتناع عن ممارسة العلاقة الجنسية مع شركائهم من الرجال، في حال كانوا يدعمون ترشح السياسي يوشي ماسوزوي لمنصب عمدة العاصمة طوكيو. ويعود الرفض النسائي للمرشح ماسوزوي إلى تعليقات سلبية أطلقها في الماضي، تحديدا خلال عام 1989، يشكك فيها من كفاءة النساء في تولي المناصب السياسية القيادية نظرًا لطبيعتهن الخاصة. حسب موقع "يابان دايلي برس". وعلى قناة القاهرة والناس تبنى مقدم برنامج " القاهرة 360 " أسامة كمال مقترحًا جديدا، قال إن أحد المشاهير اتصل به وطالبه بأن يعرضه على المسئولين ويتمثل في حرمان مقاطعي الانتخابات من الدعم وحذف كل من امتنع عن التصويت من قوائم المستفيدين من المواد التموينية وسحب بطاقة التموين منه. ونزولاً على رغبة عدد من "التوك شو" بتطبيق الغرامة على المتخلفين عن التصويت، أكد المستشار طارق شبل، عضو أمانة اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، أن اللجنة ستفعّل نصوص قانون انتخابات الرئاسة الخاص بتغريم المتخلفين عن الإدلاء بصوتهم مبلغ 500 جنيه. وأضاف أنه سيتم إبلاغ النيابة العامة بأسماء الممتنعين عن التصويت لتفعيل العقوبة ضدهم، مشيرًا إلى أن أموال الغرامة ستؤول لوزارة المالية والدولة. الفنان محمد صبحي في مداخلة هاتفية لبرنامج "القاهرة اليوم"، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب، على قناة "اليوم"، قال إن: "من قرر المُقاطعة فهو خاين لمصر ولا يحق له أن يطالب بحرية وديمقراطية، ومن يتقاعس يوقع على شهادة معاناته القادمة". وتابع : "من يفكر في الثورة الثالثة خائن وهنقف له لازم يعرف أن نزوله و تصويته لأي مُرشح بيحط نفسه في مكان أمان، لأن مصر مش مستحملة هزار النخبة والمُثقفين والمُفكرين"، مُضيفًا : "الثورة ليست مهنة، بل وسيلة لتحقيق غاية كبيرة لوطن نحبه وخايفين عليه". الأمر نفسه تكرر مع المستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة؛ حيث قال: إن "من يقاطع انتخابات بلده غير جدير أن يحيا على أرضها، ومن الظلم أن نطلق عليهم لقب مواطنين. مشيرًا إلى أنهم عالة على المجتمع وينبغي ألا يشير إليهم أحد؛ لأنهم ارتضوا أن يكونوا على هامش الحياة . الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسي، يرى أن المطالب التي ينادي بها هؤلاء ما هي إلا نوع من أنواع الضغط الاجتماعي لإثارة انتباه الناس وحثهم على التصويت، معتبرين المشاركة في انتخابات الرئاسة مسألة حياة أو موت، وواجب وطني لا يجب التقاعس عنه في ظل أوضاع سيئة تعاني منها البلاد. مشيراً في الوقت ذاته إلى أن بعض هذه المطالب تتفق مع القانون كتطبيق غرامة ال500 جنيه على المتخلفين.