في أول حديث صريح لقائد من تنظيم القاعدة عن الأوضاع الداخلية في مصر، اعتبر "المصري" أيمن الظواهري - الرجل الثاني في التنظيم - أن كارثة الدويقة وقع بسبب الحكومة "الفاسدة" التي تخلت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على حد تعبيره. وفي تسجبل صوتل للقاعدة مدته 6 دقائق، قدم الظواهري التعازي لأهالي الدويقة قائلا: "نقدم أحر التعازي لأهلنا في الدويقة، إن هذا الحدث يحتاج لوقفة جادة لنتدبر أحوالنا وأحوال بلادنا وأمتنا، وما أوصلنا إلي هذا البؤس والمذلة والمهانة، وما الذي جعل هذه الحكومات تستهين بشعوبها إلي هذا الحد" وحمل الظواهري الحكومة مسؤولية الحادث، لأنها تترك الملايين في مساكن لا يأمنون فيها علي أرواحهم، مشيراً إلي كارثة العبارة «السلام 98» قائلاً: «إن هذه الكارثة، وما سيتلوها من جرائم فساد، لن تتوقف إلا إذا سعينا إلي إيقافها»، مستشهداً بعدد من الآيات القرآنية التي تتحدث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأضاف أن "جهازاً قمعياً متوحشاً" يساند الحكومة و"يحاصر أهلنا في غزة ويقمع أي احتجاج يطالب بتوفير لقمة العيش ومن ورائه قضاء" قام بتبرئة أصحاب العبارة السلام 98 وترك "ألف نفس تغرق في قاع البحر بلا ثمن". وعلق ضياء رشوان، خبير الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، علي التسجيل قائلاً إنه "يعتبر أول خطاب للظواهري يتم تخصيصه بالكامل للحديث عن مصر"، موضحاً أن مصر حاضرة بشكل مستمر في خطب الظواهري "لكنه كان يتكلم عن مصر ضمن سياقات أخري". وقال الدكتور عمار علي حسن، الباحث في علم الاجتماع السياسي، إن هذه الرسالة توضح "أن التنظيم بدأ يتعاطي مع الكثير من الوقائع التي تجري في العالم الإسلامي بعد أن كان خطابه في السابق فقهياً بحتاً"، مضيفاً أن هذه "المسحة الإنسانية المقصود بها جذب تعاطف الناس مع التنظيم" وأنه ليس منعزلاً عن العالم ويتابع بدقة الأحداث الجارية.