صوت الجمعة الماضي، طلاب أكبر جامعة كاثوليكية في الولاياتالمتحدة "دي بول" على مقاطعة إسرائيل والشركات الأميركية التي تتعامل معها، فيما أعلنت نتائج التصويت بحضور روي جلعاد القنصل الإسرائيلي العام الذي خرج من الجامعة على وقع "زغاريد" الطالبات الفلسطينيات والعربيات المنتشيات بالنصر الأكاديمي. واستغل جلعاد الذي عمل سابقاً في السفارة الإسرائيلية في الأردن صفته الدبلوماسية لدخول الجامعة التي كانت شرطة مدينة شيكاغو قد أعلنتها مغلقة أمام غير طلابها ومدرسيها والعاملين فيها خلال التصويت لتجنب اي تصعيد من الطرفين المتنافسين، وبعد ان ثبت لإدارة الجامعة ان اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة تدخل للتأثير على نتائج التصويت عبر ذراعه للعلاقات العامة وهي مؤسسة يهودية تدعى "قف معنا" وبثت موظفيها في الجامعة لإقناع الطلبة بإسقاط القرار. وصوت الطلاب لصالح المقاطعة بنسبة 54% مقابل 46% ضده فيما نجحت حشود اليومين الأخيرين للتصويت في ترجيح كفة المقاطعين بعد أن أقيم على عجل مركز لتحفيز المشاركة في التصويت في بيت الناشط الفلسطيني رهيف عوض الله وبمساعدة من بناته الأربع ومتطوعات من الجالية. ويفرض القرار على الجامعة وقف التعامل وتصفية أي استثمارات في الشركات التي تقوم بتصنيع الأسلحة وتوفير تكنولوجيا المراقبة للحكومة والجيش وإدارة السجون الإسرائيلية ويشمل ذلك شركات أميركية كبرى أشهرها هيوليت باكارد، بوينغ، لوكهيد مارتن وكاتربيلر. وأجمع ناشطون سياسيون أميركييون وعرب على مفصلية هذا النصر الأكاديمي كأساس للبناء عليه في جامعات أُخرى. واعتبر الناشط السياسي الأميركي المعروف ديك رايلي ان ما يجعل هذا الإنجاز مفصلياً هو حقيقة أنه تم بإرادة التصويت الحر المباشر للطلبة ولم يتم عن طريق التصويت داخل الهيئات القيادية للحكومات الطلابية المنتخبة التي تتعرض لضغوط إدارة الجامعة، وحالياً سيكون من الصعب على إدارة الجامعة التراجع عنه أو ممارسة ضغوط على اتحادات الطلبة لأن التصويت مباشر من الطلبة. واعتبر علي ابو نعمة، الناشط السياسي ناشر موقع الانتفاضة الإلكترونية في الولاياتالمتحدة، أن التصويت كشف عن تدخل الحكومة الإسرائيلية بشكل رسمي لإحباط المقاطعة عبر إرسال قنصلها العام الى الجامعة ومشاركته في التأثير السلبي على شؤون أكاديمية داخلية في الجامعات.