هل رأيتم مؤسسة تعمل ضد نفسها ؟ وهل سمعتم عن جهة تبطش بمقدراتها ؟ وهل جاءكم نبأ رجال قيضهم الله للحق فإذا هم جند السلطة والسلطان ؟ يشعر المرء بالحزن حين تبدو المؤسسة الدينية الإسلامية وكأنها نوع من الكورال الذي يتحرك كلما استدعاه الماستيرو ليقول ما يريد حين الحاجة ، أين دور المؤسسة ا لدينية ا لإسلامية في حياة المصريين التي تضطرم بين قوانين تصاغ كل يوم في البرلمان مثل قانون الطفل وقانون الضرائب العقارية ومعارك أخري تثار كل يوم مثل تصدير الغاز المصري للكيان الصهيوني العدو الذي يحاصر غزة وأهلها في واقعة " " هولوكست للمسلمين " بتواطؤ من العالم كله ، وما هو موقف تلك المؤسسة الدينية الإسلامية من ا لتطبيع ؟ وما هو موقف تلك المؤسسة من الحصور الغاشم والجنوني علي غزة وأهلها وسط صمت مريع ورهيب ؟ وما هو رأي المؤسسة الدينية من فوضي الفتاوى الدينية وفوضي البث الفضائي المقبل حيث يسعي المتصوفة في مصر لإنشاء قناة فضائية لدعم الأفكار الصوفية ونشرها وبثها والترويج لها في مواجهة قنوات فضائية أخري تري أنها قنوات سلفية ، وهكذا سنكون أمام مشهد مخيف وهو أن القنوات الفضائية الإسلامية يهاجم بعضها وتتحول لقنوات أيديولوجية لبث الفتنة بين بسطاء الناس الذين لا يفهمون ولا يعرفون دقائق الخلافات بين المدارس الإسلامية المختلفة ، وهنا سنكون أمام ما أطلق عليه " جورج بوش " والمحافظون الجدد من أن الصراع الفكري هو داخل الحضارة الإسلامية وليس صراعا بين الإسلام والغرب . أين رأي المؤسسة الدينية في عمليات النهب الواسعة لأراضي الدولة المصرية في سابقة لم تحدث في كل تاريخها الحديث منذ أيام محمد علي ، ما هو رأي علماء الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية وشيخ الأزهر ودار الفتوي ووزارة الأوقاف وكل العلماء الموقعين عن الله سبحانه وتعالي فيما يجري من عمليات نهب وتبديد ومزايدات للأراضي في بر مصر بشكل جنوني رفع المتر في الأراضي الصحراوية ليصل إلي ثلاثة آلاف جنيه ، من الذي سمح للوزارات والإدارات المختلفة لتوزيع الأراضي علي رجال الأعمال لتسقيعها والحصول علي خدمات الدولة ثم بيعها بعد ذلك بالغلاء والكواء للناس . أين رأي المؤسسة الدينية فيما تتعرض له المناهج الإسلامية في المدارس ؟ بل ما ذا فعلت تلك المؤسسة ذاتها في التعليم ا لأزهري وتقليص مناهجه وتحويل التعليم الأزهري العريق إلي مسخ مشوه بحيث لم نعد نري فطاحل العلماء والطلبة الذي كان الواحد منهم علما ومرجعا ؟ أين صوت المؤسسة الإسلامية فيما جري بالنسبة لشركة " أجريوم " الكندية التي حاولت العدوان علي البيئة في دمياط وسط الرشاوي والعلاقات مع المسئولين في السلطة ؟ أين صوت المؤسسة الدينية في التعذيب والعدوان علي حريات المواطنين من قبل المؤسسة الأمنية ؟ بل أين صوتها في تمرير قانون الطوارئ لمدة عامين رغم أن الفساد ينتعش في ظل الطوارئ ؟ ولن يمكن لمصر أن تضرب بيد من حديد علي مافيا الفساد التي تسرق الدقيق وترفع سعر الحديد في ظل قانون مشبوه للطوارئ ؟ بل أين صوت المؤسسة الإسلامية العلمائية بشأن رفع سعر الحديد الذي يحتكره شخص واحد حتي لم يعد الناس قادرين علي شرائه في ظل حاجة الناس الماسة للسكن ؟ ما هو حكم الاحتكار ؟ وما هو واجب الدولة تجاه المحتكرين ؟ لماذا نسمع كل دقيقة صوت كل شارد ووارد في مصر من أول شباب " ا لفيس بوك " ومروراً بالاشتراكيين والناصريين ونواب البرلمان ونواب الحزب الوطني والصحفيين ولا يكاد صوت المؤسسة الدينية الإسلامية يبين ؟ هل معقول أن وزارة الأوقاف المفروض أنها قيمة علي الوقف وناظرة فيه تستخدمه في البورصة وبشكل تجاري دون مراعاة لشروط الواقفين ، هل معقول أن تصبح وزارة الأوقاف ملحقاً بالحزب الحاكم حتي إن فراشة المساجد مقسمة حصصاً لنواب البرلمان والشوري للحزب الوطني ، هل معقول إن المساجد لم تعد تجد فرشاً لها في العديد من الأماكن حتي إن رائحتها تؤذي المصلين ؟ إن مصر تمر بمرحلة تحول خطيرة ، وفي مراحل التحول تلك لا بد وأن يكون للمؤسسة العلمائية الدينية صوت مسموع وعقل كبير واع وأذن تتابع وتسمع ، وإذا كنا نقول إن حصن القضاء هو حام للعدالة فإن حصن المؤسسة الدينية هو حام للإسلام وللشريعة وحام لحقوق الناس المستضعفين ، وإذا كانت النظم العلمانية حاولت أن تقزم قدر المؤسسة الدينية الإسلامية لكن قدرها أكبر إن هي دافعت عن الناس ، أئمة الأمة الكبار من أمثال "الإمام أحمد بن حنبل والإمام أبو حنيفة والشافعي العظيم ، و العز بن عبد السلام وشيخ الإسلام بن تيمية وغيرهم كثيرون " لم يكونوا علماء السلاطين وإنما علماء ربانيين يقفون حماة للشريعة ومدافعين عنها ، فأين كلمة الشريعة يا أهل الشريعة ؟ وأين صوت علماء الشريعة يا أهل ا لنجدة والدين ؟ وأين كلمة علماء الدين التي كانت تقض مضاجع السلاطين ، الإمام مالك في علاقته بالمنصور مثلا ، أما آن لهذه المؤسسة أن تفيق ؟ أما آن لرجالها أن يقوموا حيث تتيح لهم أماكنهم ووظائفهم أهل حق وعدل ؟ حرم ا لإسلام يهان حين تمضي الأمور بلا اعتبار لمرجعيته فهل تقومون لحماية هذا الحرم ؟ أهل الإسلام وشبابه يأكلهم الغيظ والحنق وتستبد بهم الحيرة والهواجس فقوموا بأماناتكم لكي يستقيم شبابنا وتستريح أفئدة الحياري والمهتاجين ، أنتم يا علماء الإسلام حاضنة الأمة وقت الغيوم والظلم فتلكن كلمتكم قوية وصوتكم مسموع يجلجل في الآفاق ، الناس تتوق لصوت الإسلام وكلمته ، فكونوا صوته وكلمته ، إننا نسمع صوت بابا الفاتيكان وصوت بابا الكنيسة المصرية وصوت الكنائس الإنجيلية بينما صوت المؤسسة الأزهرية ومؤسسة الفتوي ومجمع البحوث مخنوق لا يكاد ينطق فأين هو ؟ نريد كلمة الحق والإسلام من أفواه علمائه ، ألا فقوموا بالحق وإلا فالخطر داهم وعظيم في الدنيا والآخرة.