رغم أن قداسة البابا فرنسيس لن يصل إلى الجليل خلال زيارته إلى الأرضي المقدسة، ستجد الطوائف المسيحية في شمال إسرائيل سلوى في زيارة أخرى لمسؤول مسيحي كبير، وهي الزيارة النادرة للبطريرك الماروني في لبنان، بشارة الراعي، لإسرائيل. وسيدخل البطريرك اللبناني إسرائيل مع جواز سفر تابع لدولة الفاتيكان. وبعد أن ينضم الراعي إلى قداسة البابا خلال زيارته في بيت لحم والقدس، سيمكث في إسرائيل لعدة أيام وسيزور الناصرة وحيفا. ومن المقرر أن يقوم الراعي بزيارة تاريخية للقرية الفلسطينية المهجرة كفر برعم المحاذية للحدود اللبنانية، وسيترأس قداسّا في كنيسة القرية المهجرة، وهي من المعالم الوحيدة التي تبقت من القرية التي هُدّمت. وأثارت أنباء زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي لإسرائيل جدلا واسعا داخل الطائفة المسيحية في لبنان، إذ يقول المعارضون للزيارة إن الزيارة ستعدّ اعترافا بالسيادة الإسرائيلية وتطبيعا للعلاقات معها. وردّ المقربون من البطريرك على هذه الاتهامات قائلين إن زيارة الراعي ليست سياسية إنما هي زيارة دينية – روحية تتسم بأبعاد رعوية، وغايتها دعم الطوائف المسيحية في الأراضي المقدسة. وتطرق بطريرك القدس للكنسية اللاتينية، فؤاد الطوال، في بداية الأسبوع إلى الاتهامات الموجهة للراعي قائلا إن الزيارة لا تُعد تطبيعا مع إسرائيل، وموضحا "إذا زرت السجن هذا لا يعني أنّك مع السجان". وفيما يتعلق بزيارة قداسة البابا، أعرب أعضاء الطائفة المسيحية في إسرائيل عن سخطهم من الترتيبات الأمنية المكثفة التي ستحيط زيارة البابا في إسرائيل. وعبّر عن هذا السخط مسؤول رفيع في الكنسية الكاثوليكية تحدث مع صحيفة "هآرتس"، دون ذكر اسمه، قائلا: "للأسف لن يتمكن الوصول إلى البابا أثناء زيارته لإسرائيل، خلافا لزيارته في بيت لحم حيث سيتاح الوصول إليه. البابا ليس مجرد زعيم آخر يزور البلاد، إنما هو زعيم شعبي وروحي، خاصة أن البابا فرنسيس معروف بمعاملته الحارة للناس".