كشف ضابط إماراتي رفيع المستوى عن تفاصيل ما قال إنه “اللقاء السري الذي قررت فيه كل من أبوظبي والرياض الإطاحة بالاسلاميين من الحكم أينما كانوا في العالم العربي”. وتحدث الضابط الإماراتي الذي رفض الإفصاح عن اسمه أو رتبته حقائق مرعبة لم تنشر من قبل، وتتضمن تفاصيل دقيقة. وبحسب التفاصيل الذي كشفها الضابط الإماراتي فإن منتدى دافوس الشهير انعقد كالعادة في شهر يناير من العام 2012 بحضور وفود من مختلف دول العالم، بما فيها الإمارات والسعودية، لكن ذلك المؤتمر كان الأول بعد ثورات الربيع العربي، حيث انعقد على هامشه لقاء سري بالغ الأهمية حضرته شخصيات بالغة الأهمية أيضاً. اللقاء -بحسب الضابط- تم على مائدة عشاء ودية جداً، دعا اليها الأمير السعودي تركي الفيصل، وكان على رأس الحضور وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، أما المدعوون لتناول طعام العشاء فكان الشيخ راشد الغنوشي على رأسهم وهو رئيس حركة النهضة الذي كان حينها قد عاد لتوه من منفاه في بريطانيا إلى بلده تونس، ومعه كان رئيس الوزراء المغربي عبد الاله بن كيران حاضراً هو الآخر، أما عن الجانب المصري فلم يكن ثمة أحد حاضراً العشاء لأن الاخوان ببساطة لم يكونوا قد وصلوا الحكم أصلاً، اذ ان اللقاء عُقد قبل ستة شهور من الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس محمد مرسي. أما مضمون اللقاء فكان الأهم، بحسب ما نشر موقع (أسرار عربية) من مصدره الذي لا يزال باقياً حتى الآن في أبوظبي، حيث سادت المجاملات والأحاديث الودية مائدة العشاء، حتى بدأ الأمير تركي الفيصل حديثه مخاطباً الشيخ راشد الغنوشي، حيث قال للغنوشي صراحة: “أنتم الاسلاميون وصلتم إلى الحكم لكنكم لن تستمروا فيه ما لم تحصلوا على دعمنا السياسي والمالي، وهذا الدعم السياسي والمالي لا يمكن أن تحصلوا عليه الا بثلاثة شروط”. أما الشروط الثلاثة التي رماها الفيصل أمام الغنوشي على طاولة العشاء فكانت كما يلي: أولاً: الابتعاد عن إيران والتعامل معها كعدو، ثانياً: أن لا تصدروا ثوراتكم للآخرين ولا تتدخلوا في شؤون الخليج الداخلية، أما ثالثاً، وهي الأهم، فعليكم أن تنسوا الديمقراطية في بلدانكم لأنها لا تتناسب مع مجتمعاتنا العربية وتسبب لنا الكثير من المتاعب والمشاكل. دار الكثير من الحديث بين الجالسين في ذلك اللقاء السري، أو العشاء السري، حيث أكد الشيخ عبد الله بن زايد على كلام صديقه تركي الفيصل، وعلى الشروط الثلاثة، أما الغنوشي فرد على الشروط الثلاثة بقوله: أما ايران فموقفنا تجاهها يعتمد على مواقفها تجاهنا، ونحن الآن على خلاف معها بسبب ما يحدث في سوريا، أما الشرط الثاني فنحن ملتزمون بعدم التدخل بالشأن الخليجي، ولسنا معنيين بتصدير ثوراتنا الى الآخرين. لكن الغنوشي أضاف: “أما موضوع الديمقراطية فهذا ما لا نستطيع موافقتكم عليه، لأننا وصلنا الحكم بالديمقراطية وتعاهدنا مع شعوبنا عليها، ونحن ملتزمون بها التزاماً لا يمكن أن نساوم عليه أحداً”. وبحسب المعلومات فقد كان ذلك اللقاء بمثابة “جس النبض أو بالون الاختبار” للتيار الاسلامي من أجل تحديد الموقف منه. ويقول الضابط الاماراتي إن نتائج الاجتماع المشار اليه كان مثار بحث واسع في أبوظبي بين الشيخ عبد الله بن زايد الذي كان حاضراً، وبين الشيخ محمد بن زايد الذي يمثل الحاكم الفعلي للبلاد والآمر الناهي فيها، مؤكداً أن الرأي استقر في النهاية -بعد التشاور مع السعوديين أيضاً- على أن السماح بوصول التيار الاسلامي الى الحكم في دول الربيع العربي أمر يمثل خطراً على استمرار العائلات الحاكمة في منطقة الخليج. المصدر: الصفوة