بقلم: عبد القادر أحمد عبد القادر من شيوخي الذين لا تزال صورهم منقوشة على صفحة القلب ،فلا تزال مادة التصوف والأخلاق من خلال كتابه ( الإسلام و الإيمان ) ، والرسالة القشيرية ، مما لا يُنسى في زحام الدراسة الجامعية . كان – رحمه الله – ذا سمت فريد بين العلماء ، ولا تزال كلماته سارية في عقول وقلوب طلابه ومستمعيه من خلال الجامعة الإسلامية المصرية ( إذاعة القرآن الكريم ) . من مآثره : ليس مثلي يمكنه التحدث باستفاضة عن ذلك العملاق في زمن القزامة –بل الحقارة والقذارة في المقام الرفيع- ولكنها محاولتي بلفطات سريعة : · في إحدى خطب عبد الناصر تحدث متهكما بالمشايخ الذين يأكلون الديوك الرومي ثم يفتون للإقطاعيين بما يريدون . . . و . . . و . . . فضحك الناس في المؤتمر الناصري ، ولكن الشيخ عبد الحليم محمود عزم على أمر . . . التزم العمامة والكاكولا وأطلق لحيته . . . ثم : اتخذ مسارا جديدا على ضوء الديوك الرومي والإقطاعيين وجمال عبد الناصر . . . · دارت الأيام ومات عبد الناصر " منتكسا " وجاء أنور السادات محاولا تحسين صورة نظامه ، فاستدعى الشيخ عبد الحليم لوزارة الأوقاف ، ثم استدعاه لمشيخة الأزهر . . . · المفاجأة : أعد السادات قانونا جديدا لتبوير الأزهر ، وآخر للأحوال الشخصية سُمِّي حينها ( قانون جيهان ) . فلما أرسل السادات القانونين إلى الشيخ عبد الحليم ، إذا بالشيخ يقدم استقالته ويعتكف في مسكنه ! أُسقط في يد " السادات " فسحب القانونين ، ومرت الأزمة بصمت إعلامي . . . · استغل الإمام مشيخته للأزهر فأسرع يتوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية ، لا سيما معاهد البنات ، وفروع جامعة الأزهر بالمحافظات . . . · في أحد الاحتفالات الرسمية بحضور الرئيس السادات وعقب بعض الاحتقانات الطائفية ، فوجئ الحضور بفكرة يطرحها الأنبا شنودة بتأليف كتاب تربية دينية موحد للمسلمين والنصارى ، فإذا بالسادات يعلن موافقته بالصوت العالي ، ولكن الشيخ سكت ! · بعد عدة أشهر ذهب الدكتور مصطفى كمال حلمي وزير التربية والتعليم آنذاك لزيارة الشيخ في المشيخة ، ثم استفسر الوزير عن الكتاب المقترح ، فإذا بالشيخ يقول للوزير : اسمع . . . - نعم يا فضيلة الإمام . . . - يوم يحدث هذا الكتاب لن تجدني هنا في هذا المكان . . . - فبكى الوزير وقال : ولا أنا يا فضيلة الإمام . . . وانتهت الزيارة وطويت الصفحة حتى يوم 3 / 7 / 2013 م لينقلب كل شيء رأسا على عقب ! ! ! · ثارت في أثناء مشيخته موجة لما يقال له : " التقارب بين الأديان " . فرفضها الشيخ خاصة مع الفاتيكان ، الكنيسة والرئاسة الكاثوليكية الثعبانية الإجرامية في التعامل مع الشعوب ، خاصة مع المسلمين . . . ذلكم الشيخ الدرويش (المسلم الرباني القوي بمفهوم أهل الشام) ، لا بمفهوم الرجل الأهبل بمفهوم المصريين) !
· درة التاج : مشروع تقنين الشريعة الإسلامية في بدايته تبناه الإمام القطب بمصاحبة المستشار الشامخ إسماعيل معتوق -عليهما رحمة الله ورضوانه. تم المشروع في رئاسة الدكتور "صوفي أبو طالب" لمجلس الشعب –رحمه الله- بإشراف لجنة من علماء الإسلام والسياسة والقانون، ولكن المشروع تم حبسه في أحد أدراج مجلس الشعب ! .. ثم دار الزمان فصدر المشروع مؤخراً خارج الدرج، في مجلد نشرته دار الكتب العلمية ببيروت، بعناية الدكتور عادل عبد الموجود ... ذلكم القطب الرباني الشيخ عبد الحليم محمود، فهل للأزهر من أقطاب يمسحون عار الحاضر ؟!
· ومن وزير للأوقاف -المنهوبة– إلى شيخ للجامع الأزهر بمرتبة رئيس وزراء – بروتوكوليا – وهو يسكن في شقة بشارع العزيز بالله بحي الزيتون ! ! ! · مرض الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود فإذا به يغادر مستشفى الشبراويشي ليدفن في قريته " غيتة " مركز بلبيس ! ** فماذا كانت علة الشيخ ؟ ! ** ولماذا لم يعالج في إحدى المستشفيات الكبرى ؟ ! ** وهل مات بعلته ؟ أم بماذا ؟ ! لسنا في احتياج لإجابات ، ولكنها أسئلة قائمة ضمن أسئلة كثيرة مشابهة . . . رحم الله الإمام القطب عبد الحليم محمود ، ورضي عنه ، فلا تزال بركاته قائمة ، وكراماته سارية في ربوع مصر