الوطنية للانتخابات: بعثة لوس أنجلوس آخر مقار التصويت بالخارج في جولة الإعادة بالدوائر الملغاة    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    وزير الإسكان يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات مبادرة «حياة كريمة»    كمال ريان: تصريحات رئيس الوزراء عن تثبيت الأسعار وتحسين الرواتب تعكس نجاح الإصلاح الاقتصادي    خبير: صناعة التعهيد خلقت فرص عمل كبيرة للشباب وجذبت استثمارات أجنبية لمصر    بعد حادث رئيس الأركان.. رئيس المباحث الجنائية الليبي يزور مكتب المدعي العام في أنقرة    الكرملين: موسكو قدمت عرضا لفرنسا بخصوص مواطن فرنسي مسجون في روسيا    العنف فى الضفة الغربية بات تطبيقًا ممنهجًا لسياسة الضم    مصطفى شوبير: جاهزون لمواجهة جنوب إفريقيا ولا نريد تكرار أخطاء زيمبابوي    أثناء تأديه عملها... تفاصيل مصرع حارسة أمن صدمتها سيارة علي لاب مستشفي الاطفال الجامعي بالمنصورة    له 72 سابقة.. مصرع مسجل خطر في تبادل إطلاق نار مع قوات الشرطة ببنى سويف    مصطفى شوقي يطرح أغنية «اللي ما يتسمّوا» بالتعاون مع ريتشارد الحاج.. فيديو    استشاري: الربط بين التغذية والبروتوكول العلاجي يسرّع الشفاء بنسبة 60%    محمد صلاح يحتفل بالكريسماس مع مكة وكيان رغم تواجده مع منتخب الفراعنة بالمغرب    تكدس مروري في الرياض بسبب حفل تامر عاشور    برلمانية: الاستحقاق البرلماني الأخير يعكس تطورًا في إدارة العملية الانتخابية    سيناريوهات التعامل الفلسطيني مع خطة ترامب وقرار مجلس الأمن بشأن مستقبل غزة    محافظ الوادى الجديد يلتقى رئيس مركز بحوث الصحراء لبحث تعزيز التنمية الزراعية    اصابة 6 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة ميكروباص على طريق المنصورة - دمياط    تراجع معظم أسواق الخليج وسط ‍تداولات محدودة بسبب العُطلات    السجن المشدد 15 سنة للمتهم بخطف طفلة وهتك عرضها بالشرقية    نائب محافظ الجيزة يتفقد المراحل النهائية لتشغيل محطة رفع الصرف الصحى بدهشور    محافظة قنا تواصل تطوير طريق قنا–الأقصر الزراعي بإنارة حديثة وتهذيب الأشجار    الجيش السوداني يصدّ محاولة اختراق للدعم السريع قرب الحدود مع مصر وقصف جوي يحسم المعركة    عاجل- المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي بيع مصانع الغزل والنسيج ويؤكد استمرار المشروع القومي للتطوير دون المساس بالملكية    الجزائرى محمد بن خماسة آخر عقبات الإسماعيلى لفتح القيد في يناير    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    كوروكوتشو: مصر واليابان تبنيان جسرًا علميًا لإحياء مركب خوفو| حوار    بعد 25 سنة زواج.. حقيقة طلاق لميس الحديدي وعمرو أديب رسمياً    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    محافظ الدقهلية: تقديم أكثر من 13 مليون خدمة صحية خلال 4 أشهر    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    بعد أزمة ريهام عبدالغفور.. تصعيد جديد من المهن التمثيلية    جامعة بدر تستضيف النسخة 52 من المؤتمر الدولي لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    معارك انتخابية ساخنة فى 7 دوائر بسوهاج    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    محافظ الوادى الجديد يلتقى المستشار الثقافى للسفارة الهندية بالقاهرة    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    حسام حسن: ⁠طريقة لعب جنوب أفريقيا مثل الأندية.. وجاهزون لها ولا نخشى أحد    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    إيبوه نوح.. شاب غانى يدعى النبوة ويبنى سفنا لإنقاذ البشر من نهاية العالم    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 25ديسمبر 2025 فى المنيا    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    وزيرا «التضامن» و«العمل» يقرران مضاعفة المساعدات لأسر حادثتي الفيوم ووادي النطرون    سحب رعدية ونشاط رياح.. طقس السعودية اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    إسرائيل تمطر "سد المنطرة" بريف القنيطرة في سوريا بالقنابل (فيديو)    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادات جديدة ضد النصاب مخترع علاج الإيدز بالكفتة
نشر في الشعب يوم 04 - 03 - 2014

أزف إليكم البشرى.. لن يكون هناك مريض بفيروس سي في مصر بعد الآن”.. كان هذا هو الوعد الذي أطلقه “اللواء” إبراهيم عبد العاطي، الذي أعلن في مؤتمر للقوات المسلحة اكتشافه العلاج النهائي لفيروس سي والإيدز.
“بوابة الشروق” تتبعت “اللواء” عبد العاطي لتكشف أنه ليس طبيبًا، وكان قد امتهن العلاج بالأعشاب وانتقل بعيادته عبر عدة محافظات، وحصلنا على شهادات من بعض ضحاياه، كما وثقنا شهادة كبير مفتشي الضبط القضائي بوزارة الصحة الذي ذهب إلى عيادته، ورصدنا ملابسات تقديمه لبرنامج في قناة الناس بمساعدة عاطف عبد الرشيد، وتم توثيق صدور أحكام قضائية ضده بتهمة انتحال صفة طبيب.
البداية: لماذا لا يعرفه أحد؟
كانت بداية بحثنا بعد التحقيق السابق ببوابة الشروق عن جهاز تشخيص فيروس سي، حيث وجدنا أن طلب براءة الاختراع والأوراق العلمية والأخبار الصحفية منذ 2010 كلها يتكرر فيها أسماء الدكتور جمال شيحة، والعميد أحمد أمين، واللواء حمدي بدر، وكلها تتحدث عن جهاز “سي فاست” للتشخيص، ولا ذكر للعلاج أو مخترعه مطلقًا.
ذهبنا إلى نقابة الأطباء، وبحثنا عنه في جداول المقيدين بالنقابة، وكانت المفاجأة أنه غير مقيد بها مطلقًا.
حصلنا على بداية خيط بمعلومة وصلتنا أنه كان يعمل في عيادة للعلاج بالأعشاب منذ سنوات بأبراج المهندسين في المعادي. ذهبنا إلى هناك فلم نجد أثرًا له، ولم يعرف عنه المتواجدون شيئًا.
شهادة مريضة: «عبد العاطي» دمر حياتي
كانت أول شهادة موثقة حصلنا عليها هي شهادة نورا عبد العزيز، طبيبة أسنان مصابة بمرض نادر هو “تصلب الأعصاب” حيث روت لنا تجربتها معه منذ 10 سنوات حين ذهبت إلى عيادته بأبراج المهندسين بالمعادي.
قالت الدكتورة نورا لبوابة الشروق إن عبد العاطي شخص حالتها بأنها مصابة بمرض الذئبة الحمراء، وقال لها إنه عالج حالات شبيهة مثل الصدفية والروماتويد.
وتتابع الدكتورة نورا: “بعد سنة من العلاج لم أشعر بتحسن، وعرفت من القراءة في مصادر طبية أن تشخيصي خاطئ، وأن مرضي هو تصلب الشرايين، ذهبت إليه وأخبرته بذلك فصدمني بقوله لي: عيبك إنك دكتورة وبتفكري كتير وشاغلة بالك، لو تخلي نفسك زي الناس اللي مابتعرفش تقرأ وتكتب هتخفي أسرع”
وقالت الدكتورة نورا إنه بعد فترة إضافية من العلاج، والذي كان يصنعه بنفسه على هيئة كبسولات بداخلها أعشاب مطحونة، وجهها إلى معمل معين في الدقي أظهرت تحاليله شفاءها الكامل، وقال لها “مبروك أنتِ خفيتي”.
“أنا وعائلتي فرحنا جدًّا، وأوقفت كل العلاج الذي كنت أتناوله، ولكن بعد فترة شعرت بعودة الأعراض بصورة أسوأ، وعندما كررت التحاليل في معمل آخر أظهرت زيادة نشاط المرض بصورة كبيرة جدًّا”.
ذهبت الدكتورة نورا مع والدتها بالتحاليل الجديدة إلى إبراهيم عبد العاطي، “زعق فينا ورمى التحاليل في وشنا وقال: أنا لا أعترف بتحاليل معامل بير السلم دي، أنا قلتلكم تعملوها في معمل كذا، هوا ده الوحيد اللي بثق فيه”.
وسمعت الدكتورة نورا بعد فترة أن العيادة تم إغلاقها على يد وزارة الصحة وأنه سافر إلى مكان مجهول.
وعن العيادة تقول الدكتورة “كانت عيادته مزدحمة جدًّا، ومليئة بالناس من كل أنحاء مصر حتى أسوان، ومعظمهم غلابة، وكانت مواعيده متأخرة تبدأ من 8 مساءً”.
وتنهي الدكتورة نورا حديثها قائلة: “الانتكاسة التي حدثت في مرضي بسببه لم أتعافَ منها حتى الآن، لذلك لم أنسه أبدًا لأنه دمر حياتي”
شهادة مريض: ادعى علاج أصعب الأمراض.. وشهادات مجهولة في العيادة
مريض آخر من رواد عيادة عبد العاطي، طلب عدم ذكر اسمه، وأخبرنا إنه ذهب إلى عيادته منذ 8 سنوات، وذلك بأبراج المهندسين في المعادي. وقال إنه سمع من صديق أنه اكتشف علاجًا بالأعشاب لمرض السكري.
وتابع في حديثه لبوابة الشروق: “كان العلاج في شكل كبسولات مُصنعة بمعرفته من أعشاب لم يذكر اسمها، وكان “الدكتور” عبد العاطي يتحدث عن أنه عالج أشخاصًا من الخليج، وأنه قادر على علاج جميع الأمراض المستعصية والحالات المتقدمة من الأمراض النفسية”.
وقال إن حوائط العيادة كان معلقًا عليها شهادات من جامعات مجهولة، وكان الدكتور عبد العاطي لا يتوقف عن التدخين في غرفة الكشف، وله 3 مساعدين يحملون هواتفه المحمولة.
وكان العلاج مرتفع الثمن، لكنه لم يؤدِّ لأي نتائج إيجابية مما أدى لتوقفه عن التردد على هذه العيادة مرة أخرى.
شهادة كبير مفتشي «الصحة»: كان يقوم بأبحاث مجهولة.. وادعى علاقته بالملك عبد الله
واصلنا البحث عن اسم عبد العاطي في أروقة نقابة الأطباء ووزارة الصحة، حتى وصلنا إلى الدكتور أحمد الزين، كبير مفتشي الضبط القضائي بوزارة الصحة، الذي أخبرنا أنه شخصيًّا قد ذهب إلى نفس العيادة في عام 2002 أي منذ 12 عامًا، وذلك بأبراج المهندسين بالمعادي، عندما تلقى حينها بلاغًا بوجود منتحل صفة طبيب يمارس العلاج بالأعشاب هناك.
«حين ذهبت إلى عيادته بالدور 18، وجدتها مغلقة، وأمامها لافتة ضخمة تشغل أغلب مساحة الحائط مكتوب عليها “اللهم سُق إلينا من أردت شفاءه”، ولافتة أخرى مكتوب عليها “عيادة الباطنة والكبد” دون وجود أسماء».
ويتابع الدكتور الزين حديثه لبوابة الشروق: “ضغطت على الجرس، ففتح لي إبراهيم عبد العاطي بنفسه، وقال لي: إن العيادة مسجلة باسم الدكتور محمد محيي الدين، استشاري الكبد بالمركز القومي للبحوث، وأنه هو فقط من يعالج، بينما يقتصر دور إبراهيم على القيام بأبحاث طبية حول علاج فيروس سي في غرفة جانبية، وعرض عليّ الأوراق التي تثبت كلامه بما فيها الروشتات التي تحمل اسم الدكتور محمد محيي الدين”.
عبد العاطي أخبر الدكتور أحمد الزين أيضًا أنه خريج كلية العلوم، وسافر للعمل في أمريكا لمدة عامين، كما حصل على شهادة ماجستير في الكيمياء من جامعة روسية، فنصحه الدكتور الزين بأن يتبع الطريق العلمي المعروف، ويتقدم بأبحاثه إلى لجنة العلاج المستجد بوزارة الصحة، كما أخبره أن المكان يظل مخالفًا وفقًا لقانون 51 لسنة 81 والذي يمنع مزاولة أي مهنة أخرى مع عيادة طبية، وأن عليه مغادرة المكان.
“إبراهيم عبد العاطي قال لي إن الملك عبد الله – وكان وقتها ولي العهد السعودي – طلب منه أن ينتقل إلى السعودية ويكمل أبحاثه هناك لكنه رفض لأنه يريد البقاء في مصر، فقلت له: البحث العلمي في السعودية زي مصر زي أمريكا، كله ليه سكة واحدة وطريق واحد”.
ويتابع الدكتور الزين: “عرفت بعدها أنه ذهب بالفعل بأدويته الجديدة إلى لجنة العلاج المستجد بوزارة الصحة، لكن المسؤول الذي كان يتابع وضعه هناك قد توفي الآن ولا توجد معلومات متاحة”.
سألنا الدكتور أحمد فاروق، الباحث بالمركز القومي للبحوث، وعضو لجنة إدارة الإضراب بنقابة الأطباء، فأخبرنا أنه في الوقت الحالي لا يوجد باحث بالمركز بقسم الكبد يحمل اسم محمد محيي الدين، لكنه لا تتوافر لديه معلومات عن ذلك وقت حدوث الواقعة.
انتقل بعيادته من الهرم إلى المعادي إلى الإسكندرية
في 26 فبراير نشر الدكتور جلال جودت على صفحته بموقع فيس بوك أول معلومات عن كون عبدالعاطي ليس طبيبًا، ومارس العلاج بالأعشاب.
تواصلنا معه، فأخبرنا أن مصدره هو أحد من عَمِلوا مع الدكتور عبدالعاطي في مجال التحاليل، وهو متحفظ جدًّا في الحديث، ولا يرغب بنشر اسمه أو التواصل مع الصحافة بشكل مباشر.
نقل الدكتور جودت عن مصدره أن عبد العاطي كان يعالج كل الأمراض باستخدام أعشاب يطلب من مساعديه طحنها ثم تعبئتها في كبسولات تشبه كبسولات الدواء المعتادة بالضبط، وكان يتعامل مع معامل التحاليل المعروفة في البداية، وإذا أظهر تحليل PCR – المختص بتشخيص الفيروسات – نتائج لا ترضيه في معمل يقوم بتغييره إلى معمل آخر، ثم انتقل إلى التعامل مع كيميائي يعرفه بشكل شخصي.
وقال المصدر إن عيادة عبد العاطي كانت موجودة في شارع الهرم ثم انتقلت إلى أبراج المهندسين بالمعادي، ثم انتقلت إلى الإسكندرية، بسبب مطاردة وزارة الصحة.
وكيل «المحامين» بكفر الشيخ: كان يعمل فني معامل.. وأبلغني منذ 10 أشهر بأنه لواء فلم أصدق
تواصلنا مع المحامي أحمد عبد الرحيم عبده، وكيل نقابة المحامين بكفر الشيخ، الذي أخبرنا أنه يعرف عبد العاطي منذ 6 سنوات “عرفته عبر أصدقاء مشتركين، ونشأت بيننا صداقة، حتى أني كنت أتناول الطعام معه على الطبلية”، وقال إن عبد العاطي كان يعمل منذ عرفه في العلاج بالأعشاب، “شاهدت عنده كتبًا وموسوعات تخص أنواع النباتات الطبية”.
وأكمل سرد مراحل تنقل عيادته التي توقفت بنا عند الإسكندرية قائلًا: “انتقل إلى دمنهور، ثم إلى محافظة البحيرة مركز الرحمانية، ثم اختلف مع آخر زوجة له – وهو رجل كثير الزواج – فطلقها ولاحقته قضائيًّا، فانتقل إلى حلوان”.
وقال عبد الرحيم إن طليقة عبد العاطي أخبرته بمصدر الشهادات الأجنبية العديدة التي كان يعلقها في عيادته: “كان يسافر كل فترة بضعة أشهر إلى الخارج، ليذهب إلى جامعات صغيرة يشتري منها الشهادة ب 3000 دولار، ويلتقط صوره وهو يرتدي الزي الأكاديمي ليعلقها في عيادته”.
وقال عبد الرحيم إنه حين بحث عن الخلفية العلمية لعبد العاطي فوجئ أنه حاصل على دبلوم المعهد الفني الصحي، وكان يعمل فني معامل بقسم الفسيولوجيا بكلية الطب بجامعة الإسكندرية، “وصلت إلي شهادة رسمية تحمل توقيع الدكتور حسني أمين الخناجر، رئيس قسم الفسيولوجيا بطب الإسكندرية سابقًا، أن إبراهيم عبد العاطي السيد يعمل فني معمل لديه بالقسم منذ عام 1965″.
وأضاف عبد الرحيم: “منذ حوالي 10 أشهر اتصل بي، وقال لي إنه أصبح لواءً في الجيش فلم أصدقه وتعاملت مع الموضوع بسخرية شديدة؛ لأني أعرف أن عمره 67 سنة، حتى فوجئت به في المؤتمر الصحفي”.
وأشار عبد الرحيم إلى أن عبد العاطي قدم لفترة محدودة برنامجًا في قناة الناس، في رمضان عام 2009؛ لأنه كان صديقًا لعاطف عبد الرشيد، رئيس القناة، وكانا يجتمعان في مطاعم الحسين، وكان عبد العاطي يمنح عبد الرشيد بعض المواد العلاجية التي يصنعها.
وقد كان المذيع معتز مطر قد عرض على قناة الشرق مقطع فيديو للبرنامج الذي قدمه عبد العاطي على قناة الناس.
شاهد الفيديو:
أحكام قضائية موثقة ضد عبد العاطي
وقال المحامي أحمد عبد الرحيم: إنه يمتلك مستندات توثق أحكامًا قضائية ضد عبد العاطي، وهي:
-محضر ثبوت حالة بتاريخ 2 يونيو 2007، من مأمور ضبط قضائي، بضبط تقارير معملية ممهورة باسم الطبيب المعالج أ. د إبراهيم عبد العاطي، بما يفيد انتحاله صفة طبيب، بالإضافة إلى ضبط إعلانات توحي بممارسة الطب داخل شقة المذكور الكائنة ببرج 4 أبراج المهندسين بالمعادي.
- صدر ضده حكم بالحبس في الجنحة رقم 30238 لسنة 2007 جنح قسم البساتين، بتهمة مزاولة مهنة الطب دون أن يكون مقيدًا بجداول الأطباء، وتم تخفيف الحكم في الاستئناف إلى الحبس شهر. (تم تنفيذ الحكم وحبس عبدالعاطي لمدة أسبوع، قبل أن يتم وقف التنفيذ وإطلاق سراحه على خلفية تقدمه بطلب نقض القضية).
- صدر ضده حكم بالحبس 3 أشهر في الجنحة رقم 610 لسنة 1991 جنح كرموز بالإسكندرية، عن جريمة إصدار شيك بدون رصيد (تم وقف تنفيذ الحكم بسبب قيامه بتسديد قيمة الشيك والتصالح).
دعوى ضد رئيس الجمهورية ووزير الدفاع بصفتيهما
وقال المحامي عبد الرحيم إنه رفع دعوى قضائية يوم 2 مارس رقم 35801 لسنة 68 قضائية، ضد رئيس الجمهورية بصفته، ووزير الدفاع بصفته، ورئيس الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة بصفته، بالطعن على قرار صادر بمنح رتبة لواء بالقوات المسلحة لمواطن مدني مصري هو إبراهيم عبد العاطي.
وأنه استند في دعواه إلى الاحكام السابق صدورها ضد عبد العاطي، بالإضافة إلى أنه أيضًا وثق صدور حكم لصالح عبد العاطي ضد وزير الدفاع ورئيس الهيئة الهندسية بصفتيهما عام 1990، في القضية رقم 8729 بالحصول على تعويض 7 ملايين ونصف المليون جنيه، على خلفية قيام القوات المسلحة بنزع ملكية قطعة أرض يمتلكها.
وأشار أيضًا إلى أن من حيثيات الدعوى امتلاك عبد العاطي شركة لتصنيع الأدوية تسمى ”فارمايتو”، مُقيدة برقم 38196 برأس مال مرخص للشركة 2 مليون جنيه ونصف.
لا يوجد عالم واحد في مصر يعرفه
يُذكر أن الدكتور جمال شيحة، أستاذ الكبد بجامعة المنصورة، رئيس الفريق المسؤول عن تجارب جهاز التشخيص أكد أنه يفخر بهذا الإنجاز العلمي، أما عن جهاز العلاج فقد قال: “الجهاز الآخر أنا عرفته من الجرائد، ولا أعلم عنه شيئًا على الإطلاق”.
وقال شيحة في تصريحاته لبرنامج القاهرة اليوم، مساء السبت، إن هذا الجهاز لم يُعرض في أي مؤتمرات علمية محلية أو دولية، “لا يوجد عالم واحد في مصر، في مجال علم الكبد في مصر أو في أي مجال، قرأ أو سمع حاجة عن هذا الموضوع”.
وقال شيحة: “الطريقة التي عرض بها هذا الجهاز غير منضبطة علميًّا”، وكررها 3 مرات.
شاهد الفيديو:
وأطباء الجيش المتخصصون في الكبد لا يعرفونه
أما الطبيب والمذيع خالد منتصر فقال إنه تابع مسيرة الجهاز التشخيصي منذ بدايتها، وحضر مؤتمرات ناقشته في الصين وتايلاند وهولندا، أما جهاز العلاج ومخترعه فلا يعرف عنهما أي شيء.
وتساءل منتصر: “لماذا لم يُستعن بطبيب كبد واحد حتى من بتوع الجيش؟”
وأكد منتصر في تصريحاته لبرنامج ممكن، أنه سأل اللواء دكتور عمر هيكل، أستاذ أمراض الباطنة والكبد، ورئيس الأكاديمية الطبية العسكرية سابقًا، فقال له: إنه بدوره لا يعرف شيئًا عن جهاز العلاج أو مخترعه، وهي نفس إجابة متخصصين آخرين في أمراض الكبد من القوات المسلحة، مثل الدكتور بهاء شعبان، والدكتور أحمد الصاوي.
ووصف منتصر ما حدث بأنه “تهريج علمي”.
شاهد الفيديو:
شهادات قديمة على الانترنت
بالبحث في شبكة الانترنت وجدنا خيوطًا أخرى تقود إليه، فهذا مقال نُشر في يناير 2003 في جريدة الرياض السعودية بعنوان “هل يكون آخر الدجالين أم معجزة القرن الحادي والعشرين”، يتحدث كاتبه علي خالد الغامدي عن إبراهيم عبدالعاطي، معالج الأعشاب الذي يقول إنه توصل إلى علاج الإيدز والأورام والسكر والفشل الكلوي، ويعرض علاج 10 حالات إيدز مجانًا للتدليل على “معجزاته الطبية” على حد قول الكاتب.
أما منتدى فتكات المختص بشئون المرأة، فقد وجدنا به قصة نشرتها احدى عضوات الموقع عام 2011 وتحكي عن زوجها الذي تعرض لعلاج فاشل لمرض الصدفية على يد عبدالعاطي: “كان بيتعالج عند دكتور اسمه ابراهيم عبد العاطى فى المعادى، وكانت الصدفيه لسه قليله فى جسمه لما أخد العلاج بتاع الدكتور ده، عبارة عن اعشاب يحطها فى البانيو ويقعد فيها لمدة ساعة، وحبوب ياخدها.. الصدفيه بعدها زادت جدًا جدًا وكل ما يقول للدكتور دى بتزيد، يقوله افرح يبقى انت كده هتخف.. ويقوله الناس يا دكتور بتقولى الصدفيه زادت قوى الدكتور ده مش كويس، ويرد عليه ويقوله بكرة توريهم جسمك بقى زى البيبى وتغيظهم … لحد ما الصدفيه بقت كمان فى وجهه كله”

عبد العاطي: أنا خريج كلية العلوم.. ورتبتي سر عسكري
حاولت “بوابة الشروق” الاتصال “باللواء” عبد العاطي، إلا أنه لم يرد على الاتصال، وأرسلنا له رسالة على هاتفه الشخصي لطلب الرد إلا أنه أغلق الهاتف.
لكنه قال في تصريحات صحفية للمصري اليوم في 27 فبراير إنه خريج كلية العلوم، وحاصل على الدكتوراه في الكيمياء، لذلك رتبته هي “لواء دكتور” وليس “لواء طبيب” لأنه ليس خريج كلية الطب. وذلك على الرغم من أن صورته بالملابس العسكرية تُظهر بوضوح على شارته التعريفية اسم “لواء ط. مكلف إبراهيم عبدالعاطي”، أي لواء طبيب.
وردًّا على سؤال عن معنى عبارة “لواء مكلف” في نفس المقابلة اكتفى عبدالعاطي بالقول “اسألوا القيادات العليا عن هذا الأمر”.
سألنا الخبير العسكري اللواء دكتور أحمد عبدالحليم، فقال لنا إن فئات الضباط هي ضابط خدمة، وضابط احتياط، وضابط تكليف، وتعني أن تنتدب القوات المسلحة مدنيًا للقيام بمهمة محددة لفترة مؤقتة ثم يعود لحياته المدنية.
وأشار في تصريحاته ل«بوابة الشروق»، إلى أن الرتبة التي حصل عليها الموسيقار محمد عبدالوهاب في عهد السادات هي رتبة لواء شرفية تكريمًا له، ولا تعني أنه يخدم في القوات المسلحة، وهذا مختلف تمامًا عن رتبة التكليف التي يؤدي صاحبها الخدمة المكلف بها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.