حذرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من تكثيف حركة طالبان لهجماتها في أفغانستان هذا العام، بعد إقرارها بأن الحركة تمكنت من بلوغ مرحلة من السرعة والمرونة في هجماتها. وقالت الوزارة في تقرير قدمته للكونجرس الأمريكي الجمعة 27-6-2008: "من المرجح أن تحتفظ طالبان بمدى وسرعة سير هجماتها وغاراتها الإرهابية أو ربما تزيدها في 2008". بحسب رويترز. وتابعت: "طالبان ستتحدى سيطرة الحكومة الأفغانية في المناطق الريفية ولاسيما في الجنوب والشرق، وربما تحاول طالبان أيضا زيادة وجودها في الغرب والشمال". وأضاف التقرير: "إن طالبان أعادت التجمع بعد سقوطها من السلطة وتحولت إلى تمرد مرن". في إشارة إلى قدرة الحركة على شن هجمات والانتقال داخل البلاد بسهولة. وفي تفسيرها لأسباب تصاعد قوة طالبان أشارت البنتاجون إلى ما وصفته بالحصون الآمنة لمقاتلي طالبان في المناطق الحدودية الباكستانية بوصفها أكبر تهديد للأمن في أفغانستان. وعرض التقرير المؤلف من 72 صفحة بعضا من أقوى التعليقات الأمريكية حتى الآن بشأن المناطق الحدودية الباكستانية. وقال: "إن أكبر تحدٍّ للأمن البعيد المدى داخل أفغانستان هو حصون المتمردين داخل المناطق القبلية المدارة اتحاديا في باكستان". ويقول المسئولون الأمريكيون: إن هذه الحصون انتشرت في الأشهر الأخيرة مع توقف قوات الأمن الباكستانية عن الضغط على المسلحين في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة إبرام اتفاقيات سلام مع القبائل المحلية. وأعلن القادة الأمريكيون لقوة حلف شمال الأطلنطي (الناتو) في شرق أفغانستان الأسبوع الماضي أن هجمات طالبان ارتفعت بنسبة 40% هذا العام وأنحى وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس باللائمة في هذا الارتفاع على عدم وجود ضغط على الجانب الباكستاني من الحدود. باكستان تنفي في المقابل تنفي إسلام أباد اتهامات المسئولين الأمريكيين والأفغان بغض النظر عن تمركز طالبان والقاعدة في منطقة القبائل، مؤكدة أن الحدود لا يمكن ضبطها وأن قوات الأمن تخوض اشتباكات معهم. وتؤكد باكستان أن كابول والقوات الدولية العاجزة عن الانتصار على طالبان في أفغانستان هي السبب وراء لجوء هؤلاء إلى الأراضي الباكستانية وبالتالي وراء أعمال العنف الدامي التي شهدتها باكستان بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وتوترت العلاقات بين واشنطن وإسلام أباد بعد غارة جوية أمريكية في 11 يونيو الماضي قالت الولاياتالمتحدة إنها استهدفت ناشطين بينما أكدت باكستان أنها أدت إلى مقتل 11 من جنودها.